سورة الكهف
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:
ومن أول سورة ١ الكهف ذكر ابن عباس أن سبب نزولها أن قريشا بعثت النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار المدينة فقالوا: سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته فإنهم أهل الكتاب الأول، ففعلوا. فقالوا: سلوه عن ثلاث، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل، وإلا فهو متقوِّل. سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما أمرهم؟ فإن لهم حديثا عجيبا. وسلوه عن طوّاف بلغ مشارق الأرض ومغاربها. وسلوه عن الروح. فأقبلا فقالا: جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد، فسألوه عن الثلاث، فقال: (أخبركم) ولم يستثن.
١ قوله تعالى: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) الآيات: ١-٩.