القراءات المتواترة:
تواتر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أن القرآن أنزل على سبعة أحرف" -أي: سبعة أوجه من أوجه القراءة- تتضمن مختلف لغات العرب ولهجاتها الفصحى، وعلى رأسها لغة قريش حيث كان نزول القرآن أول ما نزل بها.
وكان ﷺ يقرئ أصحابه بهذه الأحرف فيذهب كل واحد منهم وهو يقرأ بقراءة غير التي يقرؤها صاحبه.
وتفرق الصحابة في البلاد، وأخذ عنهم الناس القرآن، ثم كثر تنازع الناس واختلافهم في القراءة، حتى خشي حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- أن يصيبهم مثل ما أصاب اليهود والنصارى من الاختلاف في كتابهم.
لقد كان الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم أجمعين- على وعي وإدراك تام لمعنى هذه الأحرف المختلفة والمقصود منها بعد أن علمهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أما الناس فلم يصل إدراكهم وفهمهم إلى ما وصل إليه أولئك، ولذلك استقر إجماع الصحابة على أن يجمعوا الأمة على مصحف واحد، فكتب عثمان بن عفان المصاحف وبعث بها إلى الأمصار، وأجمعت الأمة على ما كتبه في هذه المصاحف واطرحوا ما سواه فلم يقرءوا به، وما زال المسلمون على ذلك إلى اليوم.
اعتمد عثمان -رضي الله عنه- في النص الذي كتبه، على العرضة الأخيرة التي عرضها فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن على جبريل مرتين قبل موته،


الصفحة التالية
Icon