٦- الخاتمة
ويتضح مما سبق أن المستشرقين ينتمون إلى فريقين بالنسبة لموضوع بحثنا. الفريق الأول هم المعتدلون في موقفهم من المصادر الإسلامية فيقبلون صحة عامتها، ولكنهم لا يهتمون بإسناد الروايات وغير ذلك من عوامل صحتها ويميلون إلى استخدام تلك الروايات التي تؤيد وجهات نظرهم بدون نقد أو اعتراض وينتقدون تلك التي تتعارض مع آرائهم واتجاهاتهم.
والفريق الثاني هم المتطرفون في موقفهم من المصادر ويقولون إنها ليست معاصرة وقابلة للاعتماد عليها للتاريخ الإسلامي للقرنين الأول والثاني، وبالرغم من أن الكثيرين من الفريق الأول يقومون بدحض مزاعم الفريق الثاني في المصادر، وبالرغم من أن العلماء المسلمين أيضا يقومون بدحض هذه المزاعم، فإنهم أي الفريق الثاني، يصرون على موقفهم وذلك خصوصا من أجل النيل من القرآن.
أما بالنسبة للموقف من القرآن فإن الفريقين متساويان. فالفريق الأول يحاول بشتى الوسائل والحجج إثبات أن القرآن تأليف محمد (صلى الله عليه وسلم) وأنه مقتبس من اليهودية والنصرانية والديانات القديمة الأخرى، والفريق الثاني يبني على هذه الاستنتاجات ومن ثم يذهب إلى أبعد الحدود ويقول إن المصادر التاريخية الإسلامية لا يمكن الاعتماد عليها للقرنين الأولين والقرآن ليس فقط من تأليف محمد (صلى الله عليه وسلم)، بل إنه تطور عبر قرنين ثم اتخذ شكله الحالي في نهاية القرن الثاني أو بعده. كما أن الفريقين


الصفحة التالية
Icon