سُورَةُ السَّجْدَةِ
[٣٤٩] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ.. الآية. [١٦].
«٦٨٤» - قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ فِيمَنْ نَزَلَتْ؟
فَقَالَ: كَانَ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُصَلُّونَ مِنْ [صَلَاةِ] الْمَغْرِبِ إِلَى صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةَ.
«٦٨٥» - أَخْبَرَنَا أبو إسحاق المقري، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلَّوَيْهِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
فِينَا نَزَلَتْ مَعَاشِرَ الْأَنْصَارِ: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ الْآيَةَ، كُنَّا
(٦٨٥) المسيب غير منسوب، وسعيد غير منسوب.
وسياق الكلام يدل على أن أنس وقومه كانوا يصلون المغرب مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في المسجد ولم يحدث هذا إلا في المدينة، والدليل على ذلك أن أنس يقول: قدم النبي صلى اللَّه عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين، وجملة القول أن هذه الآية مكية، فكيف تنزل في شيء حدث بعدها بشهور أو سنوات، واللَّه أعلم.