ظواهر الرسم العثماني وموقف العلماء منها:
الرسم: أصله الأثر. أي: أثر الكتابة في اللفظ.
ومعناه: تصوير الكلمة بحروف هجائها، بتقدير الابتداء بها والوقف عليها.
فالأصل في كل كلمة أن تكتب بحسب منطوق حروفها، بدون زيادة أو نقصان، أو إبدال أو غير ذلك، وهو ما يعرف بالرسم العثماني، وأكثر الكلمات القرآنية متفقة مع هذه القواعد.
وقد خرجت عن هذه القواعد بعض الألفاظ فرسمت بالزيادة أو الحذف أو الإبدال، أو غير ذلك من الظواهر التي تضمنها علم "الرسم العثماني".
وقد حصرها العلماء في: الحذف، والزيادة، والهمز، والبدل، والفصل والوصل، وما فيه قراءتان متواتراتان وكتب على إحداهما.
أولا- الحذف:
وتحته ثلاثة أنواع:
أ- حذف الإشارة، وهو أن يكون موافقا لبعض القراءات مثل قوله تعالى: "وإذ وعدنا موسى أربعين ليلة"١ قرئ بحذف الألف التي بعد الواو من "واعدنا" كما قرئ بإثباتها، فحذفت الألف إشارة إلى قراءة الحذف، والقراءة الثانية جاءت على الأصل وهي المواعدة، فالله تعالى وعد موسى الوحي، وموسى -عليه السلام- وعد الله تعالى المجيء٢.
ب- حذف الاختصار، كحذف ألف جمع المذكر السالم والمؤنث السالم، مثل: قوله تعالى: "سمعون للكذب سمعون لقوم آخرين"٣.
ومثل قوله تعالى: "إن المسلمين والمسلمت والمؤمنين والمؤمنت والقنتين
٢ انظر: حجة القراءات ص٩٦.
٣ سورة المائدة من الآية "٤١".