تفسير الفساد على ستة وجوه
الوجه الأول: الفساد يعني المعاصي
وذلك قوله في البقرة: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأرض﴾ يعني لا تعملوا فيها بالمعاصي والشِّرك ﴿قالوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾. وَالَّتي في الأَعراف: ﴿وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأرض بَعْدَ إِصْلاَحِهَا﴾ يعني لا تعملوا فيها بالمعاصي والشِّرك بعدما جاءكم الرّسل: ﴿ذلكم خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ ونحوه كثير.
الوجه الثاني: الفساد يعني الهلاك
وذلك قوله في سبحان: ﴿لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرض مَرَّتَيْنِ﴾ يعني لتهلكنَّ في الأَرض مرّتين. وفي سورة الأَنبياء: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ﴾ يعني في السَّمَاء والأَرض ﴿إِلاَّ الله لَفَسَدَتَا﴾ يعني لهلكتا. ونظيرها في قد أفلح قوله: ﴿وَلَوِ اتبع الحق أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ السماوات والأرض وَمَن فِيهِنَّ﴾ يعني لهلكت السماوات والأَرض ومن فيهنَّ. والحقُّ في هذا الموضع هو الله تبارك وتعالى.


الصفحة التالية
Icon