تفسير الاعتداء على وجهين
الوجه الأول: الاعتداء الذي يتعدى أمر الله
وذلك قوله في البقرة: ﴿تِلْكَ حُدُودُ الله﴾ يعني سُنَّة الله، وأمره في الطَّلاقِ. يقول: ﴿فَلاَ تَعْتَدُوهَا﴾ إلى غيرها، ﴿وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ الله فأولائك هُمُ الظالمون﴾ لأَنفسهم. ونظيرها في النساء الصّغرى. وقال في النِّساء: ﴿وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ﴾ إلى غيرها استحلالا له ﴿يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا﴾.
الوجه الثاني: الاعتداء بعينه
وذلك قوله في البقرة: ﴿فَمَنِ اعتدى بَعْدَ ذلك﴾ يقول: فمن اعتدى على القاتل بعد ما قُبل منه الدِّية، فقتله، ﴿فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾. وكقوله في المائدة: ﴿لَيَبْلُوَنَّكُمُ الله بِشَيْءٍ مِّنَ الصيد تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ﴾ إِلى قوله: ﴿فَمَنِ اعتدى بَعْدَ ذلك﴾ يقول: فمن اعتدى فقتل الصّيد بعد النَّهي، ﴿فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ يقول: ضرب وجيع. وقال في البقرة: ﴿فَمَنِ اعتدى عَلَيْكُمْ﴾ أي قاتلكم في الشَّهر الحرام، والبلد الحرام، ﴿فاعتدوا عَلَيْهِ﴾ أي قاتلوه، ﴿بِمِثْلِ مَا اعتدى عَلَيْكُمْ﴾.