تفسير الاشتراء على ثلاثة وجوه
الوجه الأول: اشتروا يعني اختاروا
وذلك قوله في البقرة: ﴿أولائك الذين اشتروا الضلالة بالهدى﴾ يعني اختاروا الكفر بمحمَّد - بعد ما بعث - على الإِيمان به، وهم رؤوس اليهود. كقوله أيضا: ﴿إِنَّ الذين يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ الله مِنَ الكتاب وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً﴾ يعني يختارون الكفر بمحمّد بِعرض من الدنيا يسير. وقال في لقمان: ﴿وَمِنَ الناس مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الحديث﴾ يعني يختار باطل الحديث على القرآن.
الوجه الثاني: الاشتراء يعني الابتياع
فذلك قوله في براءة: ﴿إِنَّ الله اشترى مِنَ المؤمنين أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجنة﴾.
الوجه الثالث: اشتروا يعني باعوا
فذلك قوله في البقرة: ﴿بِئْسَمَا اشتروا بِهِ أَنْفُسَهُمْ﴾ يعني باعوا به أنفسهم، ﴿أَن يَكْفُرُواْ بِمَآ أنَزَلَ الله﴾. ليس مثلها.