وقت نزول القرآن الكريم:
أكثر نزول القرآن الكريم نهاراً حضراً، وقد نزل يسير منه في السفر وقليل منه في الليل، وقد تتبع العلماء ذلك فذكروا ما وقفوا عليه منه، فمن ذلك:
ما نزل في الثلاثة الذين خلفوا في قوله تعالى: ﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ﴾ (التوبة: ١١٨) ففي الصحيح من حديث كعب: فأنزل الله توبتنا حين بقي الثلث الأخير من الليل. ١
ومنه سورة "المنافقون" فقد أخرج الترمذي عن زيد بن أرقم أنها نزلت ليلاً في غزوة تبوك. ٢ وذكر ابن إسحاق أنها نزلت في غزوة بني المصطلق. ٣
ومنه سورتا المعوذتين فعن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنزلت الليلة آيات لم يرَ مثلهن: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾، و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ ". ٤
ومنه قوله تعالى في سورة المائدة (٦٧) :﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ فعن عائشة -رضي الله عنها - قالت: " كان النبي ﷺ يحرس حتى

١ من حديث طويل أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب قوله تعالى لقد تاب الله على النبي. ٦/٢٠٩، وفي المغازي باب حديث كعب بن مالك، ٥/١٣٠ وأخرجه مسلم، كتاب التوبة، باب حديث توبة كعب، ٤/٢١٢٠ رقم ٢٧٦٩.
٢ أخرجه الترمذي: كتاب التفسير، باب سورة المنافقين، (٥/٨٩) رقم ٣٣٦٩ وقال حديث حسن صحيح.
٣ انظر السيرة النبوية لابن كثير (٣/٣٠٠).
٤ أخرجه مسلم في صحيحه (١/٥٥٨) حديث رقم ٨١٤.


الصفحة التالية
Icon