الخلاصة:
يتضح مما تقدم أن دوافع المستشرقين تكمن في وضع ترجمات لمعاني القرآن الكريم بهدف إقامة سدٍّ منيعٍ بين الإسلام والقارئ غير المسلم عن طريق تشويه صورة الإسلام وذلك بالزعم أن القرآن الكريم من صنع البشر أو أنه مستقىً من الديانتين السماويتين المحرفتين" وأنه يقتصر في مخاطبته على العرب دون سواهم وذلك للتقليل من شأنه. وقد عبث المستشرقون في ترتيب الآيات وأخرجوا كثيراً منها عن مقاصده. أما الترجمات الأخرى التي وضعها مسلمون – بخلاف بعض الترجمات التي ورد ذكرها في ثنايا البحث – فإنها تهدم أسس العقيدة الإسلامية بإنكار البعث والعذاب الحسي والنعيم الحسي وإنكار وجود الملائكة والجن وذلك عن طريق التأويل. أما الترجمات الأخرى فتزعم أن باب النبوّة لم يقفل وزعم أهلها بأن نبيّاً قد بعث بعد محمد ﷺ وأن عيسى عليه السلام قد مات وبعث. وبهذا تتضح جسامة المشكلة وحجمها وبالتالي تكبر المسؤولية الملقاة على كاهل الساهرين على نشر الإسلام في بقاع الأرض. ويتضح الدور الكبير الذي تؤديه الترجمة السليمة عقدياً ولغوياً في ظل دعوات العولمة والتنصير. ومدخلنا للنظام العالمي القديم والجديد والمستقبل هو دوماً كتاب الله وسنة رسوله ﷺ تطبيقاً ونشراً وترجمةً. ولا يخفى الدور الريادي الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في هذا