اسمه: محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم. أبو بكر القاضي الباقلاني البصري المتكلم الفقيه.
الباقلاني نسبة إلى الباقلي وبيعه والبصري لأنه نشأ في البصرة وقضى فيها فترة شبابه قبل أن يهاجر منها إلى بغداد ليقيم فيها بقية حياته والمتكلم لأنه اتجه إلى علم الكلام نظرا لكثرة الملحدين في العراق في القرن الرابع الهجري وظهور مذهب أبي حسن الأشعري ودفاعه عن آرائه وجداله الشديد للمعتزلة وأنصاره يقولون إنه أعرف الناس بعلم الكلام، وأحسنهم خاطراً، وأجودهم لسانا، وأوضحهم بيانا، وأصحهم عبارة.. وله في كتب الكلام آراء كثيرة يعتد بها.
والفقيه.. لأنه كان من كبار فقهاء المذهب المالكي..
ويعد الباقلاني فيلسوف المذهب الأشعري، الذي بلور آراءه، ونفّذ تعاليمه، يقول ابن تيمية: "إنه أفضل المتكلمين المنتسبين إلى أبي الحسن الأشعري وليس فيهم مثله لا قبله ولا بعده١"، "عمل على نصرة المذهب، وصار إماما له بعد أن تناوله بالتهذيب، وضع لمسائل العلم المقدمات العقلية التي تتوقف عليها الأدلة، وذلك مثل إثبات الجوهر الفرد والخلاء، وأن العرض لا يبقى زمانين، وجعل هذه القواعد تبعا للعقائد الدينية في وجوب اعتقادها.. لتوقف تلك الأدلة - في رأيه – عليها؛ ولأن بطلان الدليل يؤذن - يما يقول- ببطلان المدلول٢". وكان –كما يقول الشهرستاني: "يثبت الصفات معاني قائمة به تعالى أحوالا٣".
٣ أسس أبو الحسن الأشعري "٢٧٠ – ٣٣٠هـ" مدرسة كبيرة من مدارس علم الكلام، وخالف أستاذه الجبائي المعتزلي.
وكان الباقلاني من أشهر تلاميذ هذه المدرسة. ومعروف أن للأشعري ثلاثة مذاهب:
١- كان معتزليا ينكر جميع الصفات.
٢- ثم صار كلابيا من أتباع محمد بن سعيد بن كلاب يؤمن بسبع صفات فقط.
٣- ثم رجع إلى العقيدة السلفية على يد شيخه الحافظ زكريا الساجي تلميذ الإمام أحمد بن حنبل، يؤمن بجميع صفات الله الذاتية والفعلية والخبرية على الأسس الثلاثة التالية:
أ- تنزيه الله عن مشابهة المخلوقات في ذاته وفي صفاته وفي أسمائه كما في قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾.
ب- إثبات كل ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسول الله ﷺ على الوجه اللائق بكلامه وجلاله كما في قوله عز من قائل: ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾.
ج- اليأس وعدم الطمع من إدراك كيفية صفات الله وأسمائه كما في قوله سبحانه: ﴿وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً﴾ هكذا في كتابيه اللذين أجمع العلماء والمؤرخون على أنهما آخر ما كتب: (الإبانة عن أصول الديانة) و (المقالات الإسلامية).. لذلك لزم التنويه.. "انظر كتاب: أبو الحسن الأشعري" من مطبوعات الجامعة الإسلامية.
١ شذرات الذهب ٣/١٦٩ طبع القدسي سنة ١٣٥٠هـ
٢ مقدمة ابن خلدون ص٣٦٩ طبع مطبعة التقدم سنة ١٣٢٢ هـ.
٣ الملل والنحل ٢/١٢٩ نشر أحمد فهمي.
ذكاؤه وقوة لَسْنُه:
تتحدث المصادر كثيرا عن ذكاء الباقلاّني، وقوة لسنة وحجته، وسرعة بديهته، وإقحامه للخصوم.. أرسله