سورة الأنفال
قوله: (ذَاتَ بَيْنِكُمْ).
أي الحالة التي بينكم لتكون سببا لإلفتكم.
الغريب: هنا بعض عين الشيء وحقيقته، أي أصلحوا حقيقة بينكم.
أي وصلكم، وأصل "ذَاتَ" عند النحويين: ذوات تحركت الواو وانفتح ما
قبلها، فصارت ألفا وبعده ألف، فاجتمع ألفان فحذف أحدهما، وإذا ثنيت
قلت: ذَوَاتا فلم تقلب ولم تحذف، وإذا جمعت قلبت: ذوات، وله ثلاث
تقديرات:
أحدها: أنه ذات زيد عليه ألف الجمع وتاؤه، وحذف التاء، وقلب
الألف واواً.
والثاني: أنه ذوات كما كان في التثنية، زيد عليه ألف الجمع
وتاؤه، فاجتمع الفان فحذف أحدهما، وحذف التاء.
والثالث: أنه ذوات على أصل الكلمة أضيف إلى الجمع كما جاء في بطنكم وفي خلقكم، وعلى هذا الوجه ينتصب في حال النصب بخلاف الوجهين الأولين، والوقف على ذات بالتاء عند الفراء.
وروى أبو حاتم الوقف عليه بالهاء، وإليه ذهب بعض
النحاة، وتقول في النسب إليها، ذووي على الأصل، وذوي على اللفظ.
وقول الجمهور ذواتي، بعيد يشبه الخطأ، ومثله ذواتي في النسب إلى ذوات.
وإنما هو ذووي لا غير، وقول العامة، ولذاتي عندي وجه، وهو أن يقال: