تمهيد
أولا: مع التفسير والمفسر
من روائع كتب التفسير ومن أصولها الجامعة تفسير الإمام الشوكاني المسمى بـ " فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير " هذا التفسير يعتبر مرجعا أساسيا في بابه؛ ذلك لأنه اشتمل على التفسير بالرواية الذي يعتمد على مصادر التفسير المأثور الأربعة:
تفسير القرآن بالقرآن
تفسير القرآن بالسنة
تفسير القرآن بأقوال الصحابة
تفسير القرآن بأقوال التابعين
كما اشتمل هذا التفسير أيضا على التفسير بالرأي، وهو تفسير القرآن الكريم بالاجتهاد بعد معرفة المفسر باللغة العربية ووقوفه على أسباب النزول ودرايته بالناسخ والمنسوخ والعام والخاص وغير ذلك من علوم القرآن إلى جانب رجوعه إلى التفسير بالمأثور الذي يعد المرجع الأساسي للمفسر ٠
والإمام الشوكاني غني عن التعريف: فهو علم من أعلام الفقه ورائد من رواد الدعوة والإصلاح في عصره وكاتب موسوعي، يرجع نسبه إلى هجرة شوكان من هجر صنعاء ولد سنة ١١٧٣هـ ونشأ في مدينة صنعاء وحفظ القرآن في مسجدها الجامع، ودرج في بيت علم وفضل فأبوه علي بن محمد بن علي الشوكاني: كان يشغل منصب قاضي صنعاء ولقد نهل من علمه واستفاد من مكتبته الزاخرة بأمهات الكتب في شتى العلوم والفنون، وتنقل الشوكاني بين علماء صنعاء كما تتنقل النحلة من زهرة إلى زهرة ومن بستان إلى بستان، ترتشف الرحيق ليخرج من بطونها شراب مختلف الألوان فيه شفاء للناس.
وقرأ على شيوخه أمهات الكتب في شتى العلوم في العقيدة والفقه وأصوله واللغة وآدابها والحديث وعلومه والمنطق وأدب البحث والمناظرة وفي التفسير وعلومه وغير ذلك من العلوم التي برع فيها ٠
ولقد ترجم لشيوخه في كتابه البدر الطالع في محاسن من بعد القرن السابع ٠