لَهَا وَأحلت لَهُم مَا خلا ذَلِك وَفِي قَوْله ﴿فبمَا نقضهم﴾ يَقُول: فبنقضهم ميثاقهم ﴿وَقَوْلهمْ قُلُوبنَا غلف﴾ أَي لَا نَفَقَة ﴿بل طبع الله عَلَيْهَا﴾ يَقُول: لما ترك الْقَوْم أَمر الله وَقتلُوا رَسُوله وَكَفرُوا بآياته وَنَقَضُوا الْمِيثَاق الَّذِي عَلَيْهِم طبع الله على قُلُوبهم ولعنهم حِين فعلوا ذَلِك
وَأخرج الْبَزَّار وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَضَعفه عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: الطابع مُعَلّق بقائمة الْعَرْش فَإِذا انتكهت الْحُرْمَة وَعمل بِالْمَعَاصِي واجترىء على الله بعث الله الطابع فطبع على قلبه فَلَا يقبل بعد ذَلِك شَيْئا
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله ﴿وَقَوْلهمْ على مَرْيَم بهتاناً عَظِيما﴾ قَالَ: رَمَوْهَا بِالزِّنَا
وَأخرج البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن عليّ قَالَ: قَالَ لي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن لَك من عِيسَى مثلا أبغضته الْيَهُود حَتَّى بهتُوا أمه وأحبته النَّصَارَى حَتَّى أنزلوه الْمنزل الَّذِي لَيْسَ لَهُ
وَالله تَعَالَى أعلم
الْآيَتَانِ ١٥٧ - ١٥٨
أخرج عبد بن حميد وَالنَّسَائِيّ وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لما أَرَادَ الله أَن يرفع عِيسَى إِلَى السَّمَاء خرج إِلَى أَصْحَابه وَفِي الْبَيْت إثنا عشر رجلا من الحواريين فَخرج عَلَيْهِم من غير الْبَيْت وَرَأسه يقطر مَاء فَقَالَ: إِن مِنْكُم من يكفر بِي إثني عشر مرّة بعد أَن آمن بِي ثمَّ قَالَ: أَيّكُم يلقى عَلَيْهِ شبهي فَيقْتل مَكَاني وَيكون معي فِي درجتي فَقَامَ شَاب من أحدثهم سنا فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ
ثمَّ أعَاد عَلَيْهِم فَقَامَ الشَّاب فَقَالَ: اجْلِسْ
ثمَّ أعَاد عَلَيْهِم فَقَامَ الشَّاب فَقَالَ: أَنا
فَقَالَ: أَنْت ذَاك فَألْقى عَلَيْهِ شبه عِيسَى وَرفع عِيسَى من روزنة فِي الْبَيْت إِلَى السَّمَاء
قَالَ: وَجَاء الطّلب من الْيَهُود فَأخذُوا الشّبَه فَقَتَلُوهُ ثمَّ