إِلَى الإِسلام فَإِن أجابوك فَأقبل مِنْهُم ثمَّ ادعهم إِلَى التحوّل من دَارهم إِلَى دَار الْمُهَاجِرين واعلمهم إِن فعلوا ذَلِك أَن لَهُم مَا للمهاجرين وَعَلَيْهِم مَا على الْمُهَاجِرين فَإِن أَبَوا واختاروا دَارهم فاعلمهم أَنهم يكونُونَ كأعراب الْمُسلمين يجْرِي عَلَيْهِم حكم الله الَّذِي يجْرِي على الْمُؤمنِينَ وَلَا يكون لَهُم فِي الْفَيْء وَالْغنيمَة نصيب إِلَّا أَن يجاهدوا مَعَ الْمُسلمين فَإِن هم أَبَوا فادعهم إِلَى إِعْطَاء الْجِزْيَة فَإِن آتوا فَأقبل مِنْهُم وكف عَنْهُم فَإِن أَبَوا فَاسْتَعِنْ بِاللَّه ثمَّ قَاتلهم
وَأخرج أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: جاهدوا الْمُشْركين بأموالكم وَأَنْفُسكُمْ وألسنتكم
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَإِن استنصروكم فِي الدّين فَعَلَيْكُم النَّصْر إِلَّا على قوم بَيْنكُم وَبينهمْ مِيثَاق﴾ قَالَ: نهى الْمُسلمُونَ عَن أهل ميثاقهم فوَاللَّه لأخوك الْمُسلم أعظم عَلَيْك حُرْمَة وَحقا وَالله أعلم
الْآيَات ٧٣ - ٧٤
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ من طَرِيق أبي مَالك رَضِي الله عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رجل من الْمُسلمين لنورثن ذَوي الْقُرْبَى منا من الْمُشْركين فَنزلت ﴿وَالَّذين كفرُوا بَعضهم أَوْلِيَاء بعض إِلَّا تفعلوه تكن فتْنَة فِي الأَرْض وَفَسَاد كَبِير﴾
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وَالَّذين كفرُوا بَعضهم أَوْلِيَاء بعض﴾ قَالَ: نزلت فِي مَوَارِيث مُشْركي أهل الْعَرَب
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وَالَّذين كفرُوا بَعضهم أَوْلِيَاء بعض﴾ يَعْنِي فِي الْمَوَارِيث ﴿إِلَّا تفعلوه﴾ يَقُول: أَن لَا تَأْخُذُوا فِي الْمَوَارِيث بِمَا أَمرتكُم بِهِ
وَأخرج أَحْمد وَابْن أبي حَاتِم وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن جرير بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمُهَاجِرُونَ بَعضهم أَوْلِيَاء بعض فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة