فَأنْكر مَعْرفَته خسر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة
يَقُول: خسر دُنْيَاهُ الَّتِي كَانَ لَهَا يحزن وَبهَا يفرح وَلها يسْخط وَلها يرضى وَهِي همه وسدمه وطلبته وَنِيَّته ثمَّ أفْضى إِلَى الْآخِرَة وَلَيْسَ لَهُ حَسَنَة يعْطى بهَا خيرا ﴿ذَلِك هُوَ الخسران الْمُبين﴾
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن السّديّ فِي قَوْله ﴿يَدْعُو من دون الله مَا لَا يضرّهُ﴾ إِن عَصَاهُ فِي الدُّنْيَا ﴿وَمَا لَا يَنْفَعهُ﴾ إِن أطاعه وَهُوَ الصَّنَم ﴿يَدْعُو لمن ضره أقرب من نَفعه﴾ يَقُول: ضره فِي الْآخِرَة من أجل عِبَادَته إِيَّاه فِي الدُّنْيَا ﴿لبئس الْمولى﴾ يَقُول: الصَّنَم
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد ﴿لبئس الْمولى ولبئس العشير﴾ قَالَ: الصاحب
- قَوْله تَعَالَى: من كَانَ يظنّ أَن لن ينصره الله فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فليمدد بِسَبَب إِلَى السَّمَاء ثمَّ ليقطع فَلْينْظر هَل يذْهبن كَيده مايغيظ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَات بَيِّنَات وَأَن الله يهدي من يُرِيد
أخرج الْفرْيَابِيّ وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿من كَانَ يظنّ أَن لن ينصره الله﴾ قَالَ: من كَانَ يظنّ أَن لن ينصر الله مُحَمَّدًا ﴿فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فليمدد بِسَبَب﴾ قَالَ: فليربط حبلاً ﴿إِلَى السَّمَاء﴾ قَالَ: إِلَى سَمَاء بَيته السّقف ﴿ثمَّ ليقطع﴾ قَالَ: ثمَّ يختنق بِهِ حَتَّى يَمُوت
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿من كَانَ يظنّ أَن لن ينصره الله﴾ يَقُول: أَن لن يرزقه الله ﴿فليمدد بِسَبَب إِلَى السَّمَاء﴾ فليأخذ حبلاً فليربطه فِي سَمَاء بَيته فليختنق بِهِ ﴿فَلْينْظر هَل يذْهبن كَيده مَا يغِيظ﴾ قَالَ: فَلْينْظر هَل يَنْفَعهُ ذَلِك أَو يَأْتِيهِ برزق وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ ﴿من كَانَ يظنّ أَن لن ينصره الله﴾ قَالَ: أَن لن يرزقه الله ﴿فليمدد بِسَبَب إِلَى السَّمَاء﴾ قَالَ: بِحَبل بَيته ﴿ثمَّ ليقطع﴾ ثمَّ ليختنق ﴿فَلْينْظر هَل يذْهبن كَيده﴾ ذَلِك ﴿مَا يغِيظ﴾ قَالَ: ذَلِك خيفة أَن لَا يرْزق


الصفحة التالية
Icon