هذا ويشرع لقارئ القرآن آداب وأمور يمتثلها وهي:
أولا: أن يكون حال قراءته كتاب الله على أكمل حال: متطهرا، متنظفا؛ احتراما لهذا الكتاب العزيز، والتطهر حال القراءة مستحب، ولا بأس بقراءة القرآن للمحدث؛ لأن «النبي -صلى الله عليه وسلم- قام مرة من نومه فغسل وجهه وتلا عشر آيات من آخر آل عمران ولم يتوضأ (١) »، وعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان في قوم وهم يقرءون القرآن فذهب لحاجته، ثم رجع وهو يقرأ القرآن، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، أتقرأ ولست على وضوء؟! فقال له عمر: من أفتاك بهذا؟ أمسيلمة؟! أخرجه مالك (٢) في [موطئه].
قال ابن عبد البر: (وفي هذا الحديث جواز قراءة القرآن طاهرا في غير المصحف لمن ليس على وضوء إن لم يكن جنبا، وعلى هذا جماعة أهل العلم لا يختلفون فيه إلا من شذ عن جماعتهم ممن هو محجوج بهم، وحسبك بعمر في جماعة الصحابة وهم السلف الصالح) ١هـ

(١) صحيح مسلم الطهارة (٢٥٦)، سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (١٧٠٥)، سنن أبي داود الصلاة (١٣٥٣)، مسند أحمد (١/٢٧٥).
(٢) [الموطأ] برقم (٤٧٠)


الصفحة التالية
Icon