المقدمات
مقدمة المحقق

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمد لله تعالى نحمده، ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. مَنْ يهد الله تعالى فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتابُ الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فهذا كتاب "فضائل القرآن" للإمام النحرير، السلفيّ الكبير، عماد الدين أبي الفداء، المعروف بـ "ابن كثير"، جرى فيه على منوال البخاريِّ، فذكر متنه وخرَّج أحاديثه، وعلَّقَ عليها تعليقات يسيرة، ثم أردف ذلك بباب جامع، سرد فيه طائفة من جياد الأحاديث، وألحقه الحافظ ابن كثير في آخر تفسيره في أول الأمر، ثم أثبته في أول التفسير بعد ذلك، فقال في "النسخة المكية" والمرموز لها بالرمز "أ" وكتبت سنة "٧٥٩" في حياة المصنف، وقبل موته بخمسة عشر عامًا، قال رحمه الله: "ذكر البخاريُّ -رحمه الله- كتاب "فضائل القرآن" بعد "كتاب التفسير"؛ لأن التفسير أهم، فلهذا بدأ به، فجرينا على منواله وسننه مقتدين به".
وقال في النسخة التي كتبها العالم الحنبلي ابن المحب -رحمه الله، واسمه أحمد بن محمد بن أحمد بن المحب، وكانت وفاته سنة "٧٧٦" في شهر ربيع الآخر كما في "الدرر الكامنة" "١/ ٢٤٤/ رقم ٦٣١"، وكتب ابن المحب هذه النسخة في حياة المصنف، وله تقييدات عليها بخطه، وهي في


الصفحة التالية
Icon