سورة القيامة
الآية الأولى منها
قوله تعالى: (فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (٧) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (٨) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (٩) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (١٠).
للسائل أن يسأل عماّ أعيد من لفظ "القمر" في الفاصلتين المتواصلتين؟
الجواب أن يقال: لماّ قال: (برق البصر) أي: تلألأ ولمع لهول ما شاهد، وهذا يلحق العيون عند شدة الأمر، والقمرُ يجوز أن يراد به بياض العين، وخسوف غيبته والبياض الذي فوق الحَدَقَة يغيب إذا انقلبت العين حتى يتعلّق البياض الذي تحت السواد.
ويكون قوله: (وجمع الشمس والقمر) يجوز أن يكون المعنى جُمعا من مكان يقرب من المكان الذي فيه الناس، ويجوز أن يكون المراد جمعا في سلب الضياء وفقْد النّور فعلى هذا لا يكون القمر مكرَّرا إذا أريد بالثاني غير الأول، ولا يكون معيبا إذا أريد به الأول أيضا، لأنه أخبر عنه بغير الخبر الأول
والأشياء التي ليس خيالها أمثالُها يجوز أن يقام ظاهرها مقام مضمرها، كقوله: