سُورَةُ الْأَنْبِيَاءِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قَالَ تَعَالَى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (١)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ) : هُمْ: مُبْتَدَأٌ، وَ «مُعْرِضُونَ» الْخَبَرُ، وَ «فِي غَفْلَةٍ» : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي مُعْرِضُونَ ; أَيْ أَعْرَضُوا غَافِلِينَ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا ثَانِيًا.
قَالَ تَعَالَى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٢) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٣)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مُحْدَثٍ) : مَحْمُولٌ عَلَى لَفْظِ «ذِكْرٍ»، وَلَوْ رُفِعَ عَلَى مَوْضِعِ «مِنْ ذِكْرٍ» جَازَ.
وَ (مِنْ ذِكْرٍ) : يَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِيَأْتِيهِمْ، وَأَنْ يَكُونَ صِفَةً لذكر وَأَن يتَعَلَّق بمحدث وَأَن يكون حَالا من الضَّمِير فِي مُحدث
قَوْله تَعَالَى ﴿لاهية﴾ هُوَ حَال من الضَّمِير فِي «يَلْعَبُونَ» وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْوَاوِ فِي «اسْتَمَعُوهُ».
قَوْلُهُ تَعَالَى: (الَّذِينَ ظَلَمُوا) : فِي مَوْضِعِهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ ; أَحَدُهَا: الرَّفْعُ، وَفِيهِ أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ ; أَحَدُهَا: أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنَ الْوَاوِ فِي «أَسَرُّوا». وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ فَاعِلًا، وَالْوَاوُ حَرْفٌ لِلْجَمْعِ لَا اسْمٌ. وَالثَّالِثُ: أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً، وَالْخَبَرُ «هَلْ هَذَا» وَالتَّقْدِيرُ: يَقُولُونَ: هَلْ هَذَا. وَالرَّابِعُ: أَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ; أَيْ هُمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا.
وَالْوَجْهُ الثَّانِي: أَنْ يَكُونَ مَنْصُوبًا عَلَى إِضْمَارِ أَعْنِي. وَالثَّالِثُ: أَنْ يَكُونَ مَجْرُورًا صِفَةً لِلنَّاسِ.


الصفحة التالية
Icon