سُورَةُ الزُّمَرِ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَالَ تَعَالَى: (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (٢) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (٣)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ) : هُوَ مُبْتَدَأٌ، وَ «مِنَ اللَّهِ» : الْخَبَرُ.
وَيَجُوزُ أَنَّ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ هَذَا تَنْزِيلٌ. وَ (مِنْ) : مُتَعَلِّقَةٌ بِالْمَصْدَرِ، أَوْ حَالٌ مِنَ الْكِتَابِ. وَ (الدِّينَ) : مَنْصُوبٌ بِمُخْلِصٍ، وَمُخْلِصًا: حَالٌ.
وَأَجَازَ الْفَرَّاءُ: (لَهُ الدِّينَ) بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ مُسْتَأْنَفٌ.
(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا) : مُبْتَدَأٌ، وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ يَقُولُونَ مَا نَعْبُدُهُمْ.
وَ (زُلْفَى) : مَصْدَرٌ، أَوْ حَالٌ مُؤَكِّدَةٌ.
قَالَ تَعَالَى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (٥) خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (٦)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (يُكَوِّرُ) : حَالٌ أَوْ مُسْتَأْنَفٌ، وَ «يَخْلُقُكُمْ» : مُسْتَأْنَفٌ، وَ «خَلْقًا» : مَصْدَرٌ مِنْهُ؛ وَ «فِي» يَتَعَلَّقُ بِهِ، أَوْ بِخَلْقٍ الثَّانِي؛ لِأَنَّ الْأَوَّلَ مُؤَكِّدٌ فَلَا يَعْمَلُ.
وَ (رَبُّكُمْ) : نَعْتٌ أَوْ بَدَلٌ، وَأَمَّا الْخَبَرُ فَاللَّهُ. وَ (لَهُ الْمُلْكُ) : خَبَرٌ ثَانٍ، أَوْ مُسْتَأْنَفٌ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ «اللَّهُ» بَدَلًا مِنْ ذَلِكَ، وَالْخَبَرُ لَهُ الْمُلْكُ. وَ (لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) : مُسْتَأْنَفٌ، أَوْ خَبَرٌ آخَرُ.