ركبها فيهم وجعلها مميزة بين الهدى والضلالة فكأنه أشهدهم على أنفسهم وقررهم وقال
الأعراف ١٦٤ ١٦٨ لهم ألست بربكم وكأنهم قالوا بلى أنت ربنا شهدنا على أنفسنا وأقررنا بواحدانيتك أن بقولوا مفعلو له أي فعلنا ذلك من نصب الأدلة الشهادة على صحتها العقول كراهة أن يقولوا يَوْمَ القيامة ﴿إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافلين﴾ لم تنبه عليه
أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (١٧٣)
﴿أَوْ تَقُولُواْ﴾ أو كراهة أن يقولوا ﴿إِنَّمَا أشرك آباؤنا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرّيَّةً مّن بَعْدِهِمْ﴾ فاقتدينا بهم لأن نصب الأدلة على التويحد وما نبهوا عليه قائم معهم فلا غزر لهم في الإعراض عنه والاقتداء بالآباء كما لا عذر لآياتهم فى الشرك ادله التوحيد منصوبة لهم ﴿أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ المبطلون﴾ أى كانوا السبب فى شركنا لتأسهسهم فى الشرك وتركه سنة لنا
وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (١٧٤)
﴿وكذلك﴾ ومثل ذلك التفصيل البليغ ﴿نُفَصّلُ الآيات﴾ لهم ﴿ولعلهم يرجعون﴾ عن شركهم نصفهلا إلى هذا ذه بالمحققون من أهل التفسير منهم الشيخ أبو منصور والزجاج والزمخشرى وذهب جمهور المفسرين أن أن الله تعالى أخرج ذرية آدم من ظهر آدم مثل الذر وأخذ عليهم الميثاق انهه ربهم بقوله ألست بربكم فأجابوه بلى قالوا وهي الفطرة التي فطر الله الناس عليها وقال ابن عباس رضى الله عنهما أخرج من ظهر آدم ذرية وأراه اباهم كهيئة الذر وأعطاهم العقل وقال هؤلاء ولدك آخذ عليهم الميثاق أن يعبدوني قيل كان ذلك قبل دخول الجنة بين مكة والطائف وقيل بعد النزول من الجنة وقيل في الجنة والحجة للأولين أنه قال مِن بَنِى آدم مِن ظُهُورِهِمْ ولم يقل من ظهر آدم وأنا لا نتذكر ذلك فأنى يصير حجة ذرياتهم مدني وبصري وشامي أَن تَقُولُواْ أَوْ تَقُولُواْ أبو عمرو
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (١٧٥)
﴿واتل عليهم﴾ على اليهود ﴿نبأ الذي آتيناه آياتنا﴾ هو عالم من