أيام الذين خلوا من قبلهم كأنه قيل نهلك الأمم ثم ننجي رسلنا على حكاية الأحوال الماضية ﴿والذين آمنوا﴾ من آمن معهم ﴿كَذَلِكَ حَقّا عَلَيْنَا نُنجِ المؤمنين﴾ أي مثل ذلك الإنجاء ننجي المؤمنين منكم ونهلك المشركين وحقا علينا اعتراض أى وحق ذلك علينا حقا ننجى
يونس (١٠٤ _ ١٠٧)
بالتخفيف على وحفص
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٤)
﴿قُلْ يا أَيُّهَا الناس﴾ يا أهل مكة ﴿إِن كُنتُمْ فِى شَكّ مّن دِينِى﴾ وصحته وسداده فهذا ديني فاستمعوا وصفه ثم وصف دينه فقال ﴿فَلاَ أَعْبُدُ الذين تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله﴾ أي الأصنام ﴿ولكن أَعْبُدُ الله الذى يَتَوَفَّاكُمْ﴾ يميتكم وصفه بالتوفي ليريهم أنه الحقيق بأن يخاف ويتقى ويعبد دون مالايقدر على شيء ﴿وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المؤمنين﴾ أي بأن أكون يعني أن الله أمرني بذلك بماركب فيّ من العقل وبما أوحى إليّ في كتابه
وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٠٥)
﴿وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدّينِ﴾ أي وأوحى إليّ أن أقم ليشاكل قوله أمرت أى استقم مقبلا بوجهك على ماأمرك الله أو استقم إليه ولا تلتفت يميناً ولا شمالا ﴿حَنِيفاً﴾ حال من الدين أو الوجه ﴿وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المشركين﴾
وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ (١٠٦)
﴿ولا تدع من دون الله ما لا يَنفَعُكَ﴾ إن دعوته ﴿وَلاَ يَضُرُّكَ﴾ إن خذلته ﴿فَإِن فَعَلْتَ﴾ فإن دعوت من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك فكنى عنه بالفعل إيجازاً ﴿فَإِنَّكَ إِذًا مّنَ الظالمين﴾ إذا جزاء للشرط وجواب لسؤال مقدر كأن سائلاً سأل عن تبعة عبادة الأوثان وجعل من الظالمين لأنه لا ظلم أعظم من الشرك
وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (١٠٧)
﴿وَإِن يَمْسَسْكَ الله﴾ يصبك ﴿بِضُرّ﴾ مرض ﴿فَلاَ كاشف لَهُ﴾ لذلك الضر ﴿إِلاَّ هُوَ﴾ إلاَّ الله ﴿وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ﴾ عافية ﴿فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ﴾ فلا