٣- سورة آل عمران
١- التَّوْراةَ [٣] : معناها الضّياء والنّور. قال البصريون: أصلها «وورية» فوعلة، من وري الزّند ووري لغتان، أي: خرجت ناره، ولكن الواو الأولى قلبت تاء كما قلبت تاء في تولج، وأصله «وولج» من ولج أي دخل. والياء قلبت ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها.
وقال الكوفيون: توراة أصلها «تورية» على وزن تفعلة إلا أن الياء قلبت ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، ويجوز أن تكون تورية على تفعلة فنقل من الكسر إلى الفتح، كما قالوا جارية ثم قالوا جاراة، وناصية وناصاة (زه).
وقيل: مشتقّة من التّورية لأن فيها كنايات كثيرة، وهي اسم لكتاب موسى عليه السّلام [٢٣/ أ].
٢- الْإِنْجِيلَ [٣] : إفعيل من النّجل وهو الأصل، فالإنجيل أصل لعلوم وحكم. يقال: هو من: نجلت الشيء، إذا استخرجته وأظهرته. والإنجيل مستخرج من علوم «١» وحكم (زه) وقيل: مشتق من النّجل، والنّجل بمعنى السّعة من قولهم:
نجلت الإهاب «٢» إذا شققته، ومنه عين نجلاء: واسعة الشّق، فالإنجيل الذي هو كتاب عيسى- عليه السّلام- تضمّن سعة لم تكن لليهود. وقرأ الحسن: الْإِنْجِيلَ بفتح الهمزة «٣»، قال أبو البقاء «٤» : ولا يعرف له نظير إذ ليس في الكلام «أفعيل» إلّا
(٢) الإهاب: الجلد. (القاموس- أهب).
(٣) المحتسب ١/ ١٥٢.
(٤) هو أبو البقاء عبد الله بن الحسين العكبري الأصل، البغدادي المولد والدار، ولد سنة ٥٣٨ ومات سنة ٦٢٦ هـ. نحوي فقيه عالم بالقراءات. من مصنفاته: إعراب القرآن، وشرح الإيضاح، وشرح اللمع، وإعراب الحديث. (بغية الوعاة ٢/ ٣٨٠- ٣٩٠، وإنباه الرواة ٢/ ١١٦- ١١٧، وشذرات الذهب ٥/ ٦٧- ٦٩. وينظر مقدمة محقق التبيان في إعراب القرآن).