سورة الإخلاص
في السورة تقرير العقيدة الإسلامية بذات الله بأسلوب حاسم وقطعي ووجيز.
وأسلوبها عام التوجيه والتقرير. وهناك روايات تذكر أنها مدنية وأخرى تذكر أنها مكية. والمصحف الذي اعتمدنا عليه يروي مكيتها، كما أنها مكية في التراتيب الكاملة المروية الأخرى «١». ومن أسمائها «الصمد» وبذلك يتم الاتساق في تسميتها مع أسلوب تسمية السورة بصورة عامة.
ولقد روى البخاري وأبو داود عن أبي سعيد: «أن رجلا سمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد يردّدها فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكر ذلك له وكأنّ الرجل يتقالّها فقال رسول الله والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن» «٢». وروى الشيخان والترمذي عن أبي الدرداء عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن. قالوا وكيف يقرأ في ليلة ثلث القرآن قال قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن» «٣». وحديث رواه مسلم والترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال:
«احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن فحشد من حشد فخرج نبيّ الله فقرأ قل هو الله أحد ثم دخل فقال بعضنا لبعض إني أرى هذا خبرا جاءه من السماء فذاك الذي أدخله ثم خرج نبيّ الله فقال إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن ألا إنها تعدل ثلث القرآن» «٤». وروى مسلم حديثا جاء فيه: «بعث النبي صلّى الله عليه وسلّم رجلا على سريّة

(١) أسماء التراتيب وأصحابها في مقدمة الجزء.
(٢) التاج ج ٤ ص ٢٢.
(٣) المصدر نفسه.
(٤) المصدر نفسه.


الصفحة التالية
Icon