سورة فاطر
في السورة إنذار للناس ودعوة إلى الحق. ولفت نظر إلى الكون ونواميسه للبرهنة على ربوبية الله تعالى واستحقاقه وحده للعبادة. وتنويه بالمؤمنين المخلصين وتنديد بالكافرين وبيان مصير كل منهم. وإشارة إلى تمني العرب بعثة رسول فيهم والأسباب التي جعلتهم يناوئون النبي ﷺ حينما بعثه الله، وقد تكررت في السورة تسلية النبي ﷺ مما يلقاه من تكذيب قومه مما يدل على أنها نزلت في ظروف كان النبي ﷺ فيها حزينا شديد الحسرة.
والسورة شطران أحدهما عام التوجيه، وثانيهما موجه للكفار السامعين.
وآيات كل من الشطرين منسجمة، كما أنه ليس بينهما انفصال وتغاير بحيث بسوغ القول أن فصول السورة نزلت متلاحقة حتى تمت. ويسميها بعض المفسرين بسورة الملائكة «١».

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة فاطر (٣٥) : الآيات ١ الى ٢]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢)
(١) فاطر: خالق ومنشئ.
(٢) مثنى وثلاث ورباع: اثنين معا وثلاثة معا وأربعة معا. أي إن من
(١) انظر تفسير الطبري وتفسير ابن عباس مثلا.


الصفحة التالية
Icon