سورة الدخان
في السورة تنويه بليلة نزول الوحي بالقرآن ورسالة النبي ﷺ للناس، وتوكيد بصدق ذلك وتنديد بالكفار على إصرارهم على الكفر والعناد وإنذار لهم، وتذكير بما كان من موقف فرعون وقومه المماثل من رسالة موسى وما كان من إغراقهم ونجاة بني إسرائيل ونعمة الله عليهم بسبب استجابتهم للدعوة. وحكاية لما كان يقوله الكفار في صدد إنكار البعث وتسفيه لقولهم وتوكيد حكمة الله وعدله في خلق الكون ومجيء يوم القيامة وبيان لمصير الكفار والمتقين فيه.
وفصول السورة مترابطة وآياتها متوازنة مما يسوّغ القول إنها نزلت دفعة واحدة أو متتابعة.
ولقد روى الترمذي والنسائي عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: «من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك» «١». وروى الترمذي عن أبي هريرة أيضا أن النبي ﷺ قال: «من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة غفر له» «٢»، وأخرج الطبراني حديثا جاء فيه: «من قرأ حم الدخان ليلة الجمعة أو يوم جمعة بنى الله له بيتا في الجنة» «٣».
وينطوي في الأحاديث تنويه نبوي بهذه السورة لا بدّ له من حكمة، ولعلّ منها ما انطوى فيها من مواعظ وتنويه بالقرآن وليلة نزوله وبالإضافة إلى ذلك فيها دلالة على أن السورة كانت تامة الشخصية معروفة الاسم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

(١) التاج ج ٤ ص ١٨- ١٩.
(٢) التاج ج ٤ ص ١٨- ١٩.
(٣) التاج ج ٤ ص ١٨- ١٩.


الصفحة التالية
Icon