هَذَا الْوَجْهِ، فَإِنَّ زَيْدًا الْعَمِّيَّ «١»
فِيهِ ضَعْفٌ، وشيخه يزيد الرقاشي «٢»
أضعف منه.
[سورة البقرة (٢) : الآيات ٥١ الى ٥٣]
وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ (٥١) ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٥٢) وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (٥٣)
يَقُولُ تَعَالَى: وَاذْكُرُوا نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ فِي عَفْوِي عَنْكُمْ، لَمَّا عَبَدْتُمُ الْعِجْلَ بَعْدَ ذَهَابِ مُوسَى لِمِيقَاتِ رَبِّهِ عِنْدَ انْقِضَاءِ أَمَدِ الْمُوَاعَدَةِ، وَكَانَتْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَهِيَ الْمَذْكُورَةُ فِي الْأَعْرَافِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ [الْأَعْرَافِ: ١٤٢] قِيلَ إِنَّهَا: ذُو الْقِعْدَةِ بِكَمَالِهِ وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَكَانَ ذَلِكَ بَعْدَ خَلَاصِهِمْ من فرعون وإنجائهم من البحر، وقوله تعالى: وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ يَعْنِي التَّوْرَاةَ وَالْفُرْقانَ وَهُوَ مَا يَفْرُقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَالْهُدَى والضلالة لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَكَانَ ذَلِكَ أَيْضًا بَعْدَ خُرُوجِهِمْ مِنَ الْبَحْرِ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ سِيَاقُ الْكَلَامِ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ، وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى بَصائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [الْقَصَصِ: ٤٣] وَقِيلَ: الْوَاوُ زَائِدَةٌ، وَالْمَعْنَى: وَلَقَدْ آتَيْنَا موسى الكتاب الفرقان وَهَذَا غَرِيبٌ، وَقِيلَ: عُطِفَ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ المعنى واحدا، كما في قول الشاعر: [الوافر]
وقدمت الأديم لراقشيه | فألغى قولها كذبا ومينا «٣» |
أَلَا حَبَّذَا هِنْدٌ وَأَرْضٌ بِهَا هِنْدُ | وَهِنْدٌ أَتَى مِنْ دُونِهَا النَّأْيُ وَالْبُعْدُ «٤» |
حيّيت من طل تَقَادَمَ عَهْدُهُ | أَقْوَى وَأَقْفَرَ بَعْدَ أُمِّ الْهَيْثَمِ «٥» |
ضعيف. (موسوعة رجال الكتب التسعة ١/ ٥٥٦).
(٢) هو يزيد بن أبان الرقاشي البصري، القاصّ. وفاته ما بين ١١٠ و ١٢٠ هـ. أخرج له البخاري في الأدب والترمذي وابن ماجة. ضعيف (موسوعة ٤/ ٢٤٢)..
(٣) الرواية المشهورة للبيت:
وقدّدت الأديم لراهشيه | وألغى قولها كذبا ومينا |
(٤) البيت للحطيئة في ديوانه ص ٣٩ والدرر ٥/ ٢٢١ ولسان العرب (سند، نأي) وبلا نسبة في شرح المفصل ١/ ١٠ والصحابي في فقه اللغة ص ٩٧ وهمع الهوامع ٢/ ٨٨ والقرطبي ١/ ٣٩٩.
(٥) البيت لعنترة في ديوانه ص ١٨٩ ولسان العرب (شرع) وتهذيب اللغة ١/ ٤٢٤ وتاج العروس ٢١/ ٢٦٠ (شرع).