حرف الهاء
فمن ذلك قوله تعالى في سورة " مريم ": (وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي).
قرئ بفتح الهاء وضمّها وكسرها:
أما قراءة الفتح فقرأ بها السبعة.
وأما قراءة الكسر فقرأ بها الأعمش.
وأما قراءة الضمّ فقرأ بها قوم.
ووجهها أنها لغات ثلاث، أفصحها الفتح.
تتميم:
وهَن الشيء وَهْناً: ضَعُف، ووهنَه غيرُه، يتعدّى ولا يتعدّى.
وأُسند الوَهْن إلى العظم لأنه عمود الجسد وأساسه الذي يُبنى عليه وأشدُّ ما فيه، وإذا وهَن كان غيرُه أولى بالوَهْن.
وأُفرد العظم ليدلّ على الجنس فيستغرق الوَهْنُ كلَّ فَرْدٍ فَرْدٍ من عظامه، ولو جمع لدلّ على وَهْن جمع من عظامه وأمكن أن يكون بقي منها شيء لم يَهِنْ، فالإفراد أبلغ في الشكوى، وأدل على الضعف.
وهذه الآية الكريمة أطنبَ فيها أهلُ المعاني، وجعلوها من أمثلتهم.
وتكلّموا على طبقات العبارات فيها بحسب المقام.


الصفحة التالية
Icon