السورة التي يذكر فيها الشعراء
بسم الله الرّحمن الرّحيم بسم الله اسم عزيز يرتضى من الزاهد ترك دنياه، ومن العابد مخالفة هواه، ومن القاصد قطع مناه، ولا يرضى من العارف أن يساكن شيئا غير مولاه. إن خرج عن كلّ مرسوم- بالكلية، وانسلخ عن كل معلوم- من غير أن تبقى له منه بقية فلعلّه يجد شظيّة. وإن عرّج على شىء، ولم يصف من الكدورات- حتى عن يسيرها- وإن دقّ- فإنه كما في الخبر: «المكاتب عبد ما بقى عليه درهم».
قوله جل ذكره:
[سورة الشعراء (٢٦) : آية ١]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
طسم (١)ذكرنا فيما مضى اختلاف السّلف في الحروف المقطّعة فعند قوم: الطاء إشارة إلى طهارة عزّه وتقدّس علوّه، والسين إشارة ودلالة على سناء جبروته، والميم دلالة على مجد جلاله فى آزاله.
ويقال الطاء إشارة إلى شجرة طوبى، والسين إلى سدرة المنتهى، والميم إلى اسم محمد ﷺ أي ارتقى محمد ليلة الإسراء عن شهوده شجرة طوبى حتى بلغ سدرة المنتهى، فلم يساكن شيئا من المخلوقات في الدنيا والعقبى «١».
(١) أورد القشيري في كتابه «المعراج» طائفة كبيرة من الأخبار نفهم منها أن الرسول صلوات الله عليه وسلامه لم يتطلع إلى شىء مما رأى من عجائب المخلوقات وعظائم النعم في تلك الليلة، بل كان خالص القصد إلى الحق، وبعبارة صوفية دقيقة: كان فانيا بحقوق ربه عن حظوظ نفسه، فما زاغ البصر وما طغى. وفي ذلك يقول رويم: «لما أكرم المصطفى (ص) بأعظم الشرف في المسرى علت همته عن الالتفات إلى الآيات والكرامات، والجنة والنار، فما زاغ البصر أي ما أعار طرفه شيئا من الأكوان، ومن شاهد البحر استقلّ الأنهار والأودية.
(المعراج ص ١١٢) ويقول القشيري في ص ١٠٢ من الكتاب نفسه: يروى في الخير أنه «لما ركب البراق لم يعرّج على شىء،
(المعراج ص ١١٢) ويقول القشيري في ص ١٠٢ من الكتاب نفسه: يروى في الخير أنه «لما ركب البراق لم يعرّج على شىء،