رَهِينٌ ومَرْهُونٌ. ويقال في جمع الرَّهْنِ: رِهَانٌ ورُهُنٌ ورُهُونٌ، وقرئ: فَرُهُنٌ مقبوضة «١» وفَرِهانٌ
«٢»، وقيل في قوله: كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ
[المدثر/ ٣٨]، إنه فعيل بمعنى فاعل، أي: ثابتة مقيمة. وقيل: بمعنى مفعول، أي:
كلّ نفس مقامة في جزاء ما قدّم من عمله. ولمّا كان الرّهن يتصوّر منه حبسه استعير ذلك للمحتبس أيّ شيء كان، قال: بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ [المدثر/ ٣٨]، ورَهَنْتُ فلانا، ورَهَنْتُ عنده، وارْتَهَنْتُ: أخذت الرّهن، وأَرْهَنْتُ في السِّلْعة، قيل: غاليت بها، وحقيقة ذلك: أن يدفع سلعة تقدمة في ثمنه، فتجعلها رهينة لإتمام ثمنها.
رهو
وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً
[الدخان/ ٢٤]، أي:
ساكنا، وقيل: سعة من الطّريق، وهو الصحيح، ومنه: الرَّهَاءُ للمفازة المستوية، ويقال لكلّ جوبة «٣» مستوية يجتمع فيها الماء رهو، ومنه قيل: «لا شفعة في رَهْوٍ» «٤»، ونظر أعرابيّ إلى بعير فالج فقال: رَهْوٌ بين سنامين «٥».
ريب
يقال رَابَنِي كذا، وأَرَابَنِي، فَالرَّيْبُ: أن تتوهّم بالشيء أمرا مّا، فينكشف عمّا تتوهّمه، قال الله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ [الحج/ ٥]، وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا [البقرة/ ٢٣]، تنبيها أن لا ريب فيه، وقوله: رَيْبَ الْمَنُونِ
[الطور/ ٣٠]، سمّاه ريبا لا أنه مشكّك في كونه، بل من حيث تشكّك في وقت حصوله، فالإنسان أبدا في ريب المنون من جهة وقته، لا من جهة كونه، وعلى هذا قال الشاعر:
٢٠٠-

النّاس قد علموا أن لا بقاء لهم لو أنّهم عملوا مقدار ما علموا
«٦» ومثله:
٢٠١-
أمن المنون وريبها تتوجّع؟
«٧» وقال تعالى: لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ
[هود/ ١١٠]، مُعْتَدٍ مُرِيبٍ [ق/ ٢٥]، والارْتِيابُ يجري مجرى الْإِرَابَةِ، قال: أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ
[النور/ ٥٠]، وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ
(١) سورة البقرة: آية ٢٨٣، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو.
(٢) وهي قراءة الباقين.
(٣) الجوبة: الحفرة.
(٤) الحديث: «لا شفعة في فناء ولا منقبة، ولا طريق ولا ركح ولا رهو». انظر: النهاية ٢/ ٢٨٥، وغريب الحديث ٣/ ١٢١.
(٥) انظر عمدة الحفاظ: رهو.
(٦) البيت في البصائر ٣/ ١١٤ دون نسبة، وهو لديك الجن في محاضرات الأدباء ٤/ ٤٩١، وعمدة الحفاظ: ريب.
(٧) شطر بيت، وعجزه:
والدّهر ليس بمعتب من يجزع
وهو مطلع قصيدة أبي ذؤيب الهذلي العينية. وهو في المفضليات ص ٤٢١، والأغاني ٦/ ٥٨.


الصفحة التالية
Icon