سورة البقرة
الوقف على: ﴿الم﴾ حيث وقع تام إذا جعل اسماً للسورة. والتقدير: اقرأ الم. أو جعل على تأويل: أنا الله أعلم. وذلك الاختيار. قال أبو حاتم هو كاف. وقال غيره: ليس بتام ولا كاف، لأن معناه: يا محمد ذلك الكتاب. وقيل: هو قسم. وقيل تنبيه. فهو على هذه الوجوه الثلاثة متعلق بما بعده لحصول الفائدة فيه، فلا يفصل منه لذلك. وهو حيث أتى رأس آية في الكوفي. وذلك من حيث كان جملة مستقلة وكلاماً تاماً.
﴿لا ريب فيه﴾ كاف. ويرتفع ﴿هدى للمتقين﴾ بإضمار ((هو)). وقال نافع: لا ريب فيه، تام فيرتفع ((هدى)) على قوله ((فيه)). ويكون [معنى] : لا ريب، لا شك. ويضمر العائد على الكتاب لاتضاح المعنى. ولو ظهر لقيل: لا ريب فيه فيه هدى. وحكى البصريون: إن فعلت فلا بأس. وحكى الكوفيون: إن زرتني فلا براح، أي لا بأس عليك ولا براح لك. فأضمروا خبر التبرئة.
﴿هدى للمتقين﴾ تام إذا رفع ((الذين)) بالابتداء، وجعل الخبر في قوله: ﴿أولئك على هدى من ربهم﴾ فإن رفع على المدح بتقدير: هم الذين، أو نصب ذلك بتقدير: أعني الذين، فالوقف على ((المتقين)) كاف. وإن خفض على النعت لـ ((المتقين)) فالوقف عليه حسن. وهذه الوجوه جائزة في كل ما يرد من نحو: الذين والذي، نعتاً كقوله: ﴿لعلكم تتقون. الذي جعل﴾ و ﴿إلا الفاسقين الذين ينقضون﴾ و ﴿بصير بالعباد. الذين يقولون﴾ و ﴿فبشر عباد. الذين يستمعون﴾