بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد: حمدا لله على ما منح من الإلهام، وفتح من غوامض العلوم بإخراج الإفهام، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أزال بيانه كل إبهام، وعلى اله وأصحابه، أولي النهى والأحلام.فإن من علوم القرآن التي يجب الاعتناء بها معرفة مبهماته، وقد هتف أبن العساكر بكتابه المسمى ب (التكميل والإتمام). وجمع القاضي بينهما القاضي بدر الدين ابن جماعة في كتاب سماه (التبيان في مبهمات القرآن). وهذا كتاب يفوق الكتب الثلاثة بما حوى من الفوائد والزوائد، وحسن الإيجاز، وعزو كل القول إلى من قاله، مخرجا من كتب الحديث والتفاسير المسندة، فإن ذلك أدعى لقبوله وأقع في النفس. فإن لم أقف عليه مسندا عزوته إلى قائله من المفسرين والعلماء، وقد سميته (مفحمات الأقران في مبهمات القرآن).
مقدمة فيها فوائد
الأولى: علم المبهمات علم شريف، أعتني به السلف كثيرا: أخرج البخاري عن أبن العباس رضي الله تعالى عنهما قال: مكثت سنة أريد أن أسأل عمر عن المرأتين التين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.