مَا كَانَ مني لَهُم من الْأَمر وَالنَّهْي ﴿وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ﴾ مَا كَانَ مِنْك لَهُم من الخذلان والتوفيق ﴿إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الغيوب﴾ مَا غَابَ عَن الْعباد
﴿مَا قُلْتُ لَهُمْ﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿إِلاَّ مَآ أَمرتنِي بِهِ أَن اعبدوا الله﴾ وحادوا الله وأطيعوه ﴿رَبِّي وَرَبَّكُمْ﴾ هُوَ رَبِّي وربكم ﴿وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً﴾ بالبلاغ ﴿مَّا دُمْتُ فِيهِمْ﴾ مَا كنت فيهم ﴿فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي﴾ رفعته من بَينهم ﴿كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ﴾ الحفيظ والشهيد عَلَيْهِم ﴿وَأَنتَ على كُلِّ شَيْءٍ﴾ من مَقَالَتي ومقالتهم ﴿شَهِيدٌ﴾ عليم قَالَ عِيسَى
﴿إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيز الْحَكِيم﴾ قد فسرتها فِي التَّقْدِيم
﴿قَالَ الله﴾ سَيَقُولُ الله ﴿هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقين صِدْقُهُمْ﴾ وَالْمُؤمنِينَ إِيمَانهم والمبلغين تبليغهم والموفين وفاؤهم ﴿لَهُمْ جَنَّاتٌ﴾ بساتين ﴿تَجْرِي مِن تَحْتِهَا﴾ من تَحت شَجَرهَا وسررها ﴿الْأَنْهَار﴾ أَنهَار المَاء وَاللَّبن وَالْخمر وَالْعَسَل ﴿خَالِدين فِيهَا﴾ مقيمين فِي الْجنَّة لَا يموتون فِيهَا وَلَا يخرجُون مِنْهَا ﴿أَبَداً رَّضِيَ الله عَنْهُمْ﴾ بإيمَانهمْ وعملهم ﴿وَرَضُواْ عَنْهُ﴾ بالثواب والكرامة ﴿ذَلِك﴾ الَّذِي ذكرت من الخلود والرضوان ﴿الْفَوْز الْعَظِيم﴾ النجَاة الوافرة فازوا بِالْجنَّةِ ونجوا من عَذَاب النَّار
﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ خَزَائِن السَّمَوَات وَالْأَرْض خَزَائِن السَّمَوَات الْمَطَر وَالْأَرْض النَّبَات وَالثِّمَار وَغير ذَلِك ﴿وَمَا فِيهِنَّ﴾ من الْخلق والعجائب ﴿وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ﴾ من خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالثَّوَاب وَالْعِقَاب ﴿قَدِيرٌ﴾ فاحمدوا الَّذِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض
وَمن السُّورَة الَّتِي يذكر فِيهَا الْأَنْعَام وَهِي مَكِّيَّة نزلت جملَة وَاحِدَة غير خمس آيَات مِنْهَا مدنيات ﴿قل تَعَالَوْا أتل مَا حرم ربكُم﴾ إِلَى آخر الثَّلَاثَة وَقَوله ﴿وَمَا قدرُوا الله﴾ إِلَى آخِره وَقَوله ﴿وَمن أظلم مِمَّن افترى على الله كذبا﴾ إِلَى آخر الْآيَة هَؤُلَاءِ خمس آيَات نزلت بِالْمَدِينَةِ آياتها مائَة وست وَعِشْرُونَ وكلماتها ثَلَاثَة آلَاف وَخَمْسُونَ وحروفها اثْنَا عشر ألفا وَأَرْبَعمِائَة وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
! وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿الْحَمد للَّهِ﴾ يَقُول الشُّكْر والألوهية لله ﴿الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَات﴾ فِي يَوْمَيْنِ يَوْم الْأَحَد وَيَوْم الِاثْنَيْنِ ﴿وَالْأَرْض﴾ فِي يَوْمَيْنِ يَوْم الثُّلَاثَاء وَالْأَرْبِعَاء ﴿وَجَعَلَ الظُّلُمَات والنور﴾ خلق الْكفْر وَالْإِيمَان أَو اللَّيْل وَالنَّهَار ﴿ثْمَّ الَّذين كَفَرُواْ﴾ كفار مَكَّة ﴿بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ بِهِ الْأَصْنَام
﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن طِينٍ﴾ من آدم وآدَم من طين ﴿ثُمَّ قضى أَجَلاً﴾ خلق الدُّنْيَا وَجعل أجلهَا إِلَى الفناء وَخلق الْخلق وَجعل آجالهم إِلَى الْمَوْت ﴿وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ﴾ أجل الْآخِرَة مَعْلُوم عِنْد الله بِلَا موت وَلَا فنَاء ﴿ثُمَّ أَنتُمْ﴾ يَا أهل مَكَّة ﴿تمترون﴾ تشكون بِاللَّه وبالبعث بعد الْمَوْت
﴿وَهُوَ الله فِي السَّمَاوَات﴾ وَهُوَ إِلَه من فِي السَّمَوَات ﴿وَفِي الأَرْض﴾ وإله من فِي الأَرْض ﴿يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ﴾ يَقُول يعلم السِّرّ وَالْعَلَانِيَة مِنْكُم ﴿وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ﴾ مَا تَعْمَلُونَ من الْخَيْر وَالشَّر
﴿وَمَا تَأْتِيهِم﴾ يَعْنِي أهل مَكَّة ﴿مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ﴾ مثل انكساف الشَّمْس وانشقاق الْقَمَر والنجوم ﴿إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا﴾ عَن الْآيَة ﴿مُعْرِضِينَ﴾ مكذبين بهَا
﴿فَقَدْ كَذَّبُواْ﴾ يَعْنِي