﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ﴾ مثلتم ﴿فَعَاقِبُواْ﴾ فمثلوا ﴿بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ﴾ مثلتم ﴿بِهِ﴾ بالأموات ﴿وَلَئِن صَبَرْتُمْ﴾ عَن الْمثلَة ﴿لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ﴾ فِي الْآخِرَة
﴿واصبر﴾ يَا مُحَمَّد على أذاهم ﴿وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّه﴾ بِتَوْفِيق الله ﴿وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ﴾ على الْمُسْتَهْزِئِينَ بِالْهَلَاكِ ﴿وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ﴾ وَلَا يضيق صدرك ﴿مِمَّا يمكرون﴾ بِمَا يَقُولُونَ ويصنعون بك
﴿إِنَّ الله مَعَ الَّذين اتَّقوا﴾ الْكفْر والشرك وَالْفَوَاحِش ﴿وَالَّذين هُم مُّحْسِنُونَ﴾ بالْقَوْل وَالْفِعْل موحدون
وَمن السُّورَة الَّتِي يذكر فِيهَا بَنو إِسْرَائِيل وَهِي كلهَا مَكِّيَّة غير آيَات مِنْهَا خبر وَفد ثَقِيف وَخبر مَا قَالَت لَهُ الْيَهُود لَيست هَذِه بِأَرْض الْأَنْبِيَاء فَنزل ﴿وَإِن كَادُوا ليستفزونك من الأَرْض﴾ إِلَى قَوْله ﴿أدخلني مدْخل صدق﴾ إِلَى آخر الْآيَة فَهَؤُلَاءِ الْآيَات مدنيات آياتها مائَة وَعشر آيَات وكلماتها ألف وَخَمْسمِائة وَثَلَاث وَثَلَاثُونَ وحروفها سِتَّة آلَاف واربعمائة ﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
وباسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تعال ﴿سُبْحَانَ﴾ يَقُول تعظم وتبرأ عَن الْوَلَد وَالشَّرِيك ﴿الَّذِي أسرى بِعَبْدِهِ﴾ سير عَبده وَيُقَال أدْلج عَبده مُحَمَّد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ﴿لَيْلاً﴾ أول اللَّيْل ﴿مِّنَ الْمَسْجِد الْحَرَام﴾ من الْحرم من بَيت أم هانى بنت أبي طَالب ﴿إِلَى الْمَسْجِد الْأَقْصَى﴾ أبعد من الأَرْض وَأقرب إِلَى السَّمَاء يَعْنِي مَسْجِد بَيت الْمُقَدّس ﴿الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾ بِالْمَاءِ وَالْأَشْجَار وَالثِّمَار ﴿لنريه﴾ لكَي نرى مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿مِنْ آيَاتِنَآ﴾ من عجائبنا فَكل مَا رأى تِلْكَ اللَّيْلَة كَانَ من عجائب الله ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيع﴾ لمقالة قُرَيْش ﴿الْبَصِير﴾ بهم ويسير عَبده مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
﴿وَآتَيْنَآ مُوسَى الْكتاب﴾ أعطينا مُوسَى التَّوْرَاة جملَة وَاحِدَة ﴿وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ من الضَّلَالَة ﴿أَلاَّ تَتَّخِذُواْ﴾ أَن لَا تعبدوا ﴿مِن دُونِي وَكيلا﴾ رَبًّا
﴿ذُرِّيَّةَ﴾ يَا ذُرِّيَّة ﴿مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ﴾ فِي السَّفِينَة فِي أصلاب الرِّجَال وأرحام النِّسَاء ﴿إِنَّهُ﴾ يَعْنِي نوحًا ﴿كَانَ عَبْداً شَكُوراً﴾ شاكراً كَانَ إِذا أكل أَو شرب أَو اكتسى قَالَ الْحَمد لله
﴿وَقَضَيْنَآ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ بَينا لبني إِسْرَائِيل ﴿فِي الْكتاب﴾ فِي التَّوْرَاة ﴿لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْض﴾ لتعصن فِي الأَرْض ﴿مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً﴾ لتعتن عتواً كَبِيرا وَيُقَال لتقهرن قهرا شَدِيدا
﴿فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا﴾ أول العذابين وَيُقَال أول الفسادين ﴿بَعَثْنَا﴾ سلطنا ﴿عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ﴾ بخْتنصر وَأَصْحَاب ملك بابل ﴿أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾ ذَوي قتال شَدِيد ﴿فَجَاسُواْ خِلاَلَ الديار﴾ فقتلوكم وسط الديار فِي الْأَزِقَّة ﴿وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً﴾ مَقْدُورًا كَائِنا لَئِن فَعلْتُمْ لَأَفْعَلَنَّ بكم فَكَانُوا تسعين سنة فِي الْعَذَاب أسرى فِي يَد بخْتنصر قبل أَن ينصرهم الله بكورش الْهَمدَانِي
﴿ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الكرة﴾ الدولة ﴿عَلَيْهِمْ﴾ بِظُهُور كورش الْهَمدَانِي على بخْتنصر وَيُقَال ثمَّ عطفنا عَلَيْكُم العطفة بالدولة ﴿وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ﴾ أعطيناكم أَمْوَالًا وبنين ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً﴾ رجَالًا وعدداً
﴿إِنْ أَحْسَنْتُمْ﴾ وحدتم بِاللَّه ﴿أَحْسَنْتُمْ﴾ وحدتم ﴿لأَنْفُسِكُمْ﴾ ثَوَاب ذَلِك الْجنَّة