اسْمه وَلَكِن عظموه ووقروه وشرفوه وَقُولُوا لَهُ يَا نَبِي الله وَيَا رَسُول الله وَيَا أَبَا الْقَاسِم ﴿قَدْ يَعْلَمُ الله الَّذين يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ﴾ يخرجُون مِنْكُم من الْمَسْجِد ﴿لِوَاذاً﴾ يلوذ بَعْضكُم بَعْضًا وَكَانَ المُنَافِقُونَ إِذا خَرجُوا من الْمَسْجِد خَرجُوا بِغَيْر إِذن إِذا لم يرهم أحد ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذين يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ﴾ عَن أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيُقَال عَن أَمر الله ﴿أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ﴾ بلية ﴿أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ بِالضَّرْبِ
﴿أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ من الْخلق ﴿قَدْ يَعْلَمُ﴾ أَي يعلم الله ﴿مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ﴾ من الْكفْر وَالْإِيمَان والتصديق والتكذيب وَالْإِخْلَاص والنفاق والاستقامة والميل وَغير ذَلِك ﴿وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ﴾ إِلَى الله وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة ﴿فَيُنَبِّئُهُمْ﴾ يُخْبِرهُمْ الله ﴿بِمَا عَمِلُواْ﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿وَالله بِكُلِّ شَيْءٍ﴾ من أَعْمَالهم ﴿عَلِيمُ﴾ وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الْفرْقَان وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها سبع وَتسْعُونَ آيَة وكلماتها ثَلَاثمِائَة وَاثْنَتَانِ وَتسْعُونَ وحروفها ثَلَاثَة آلَاف وَسَبْعمائة وَسِتُّونَ ﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿تبَارك﴾ يَقُول ذُو بركَة وَيُقَال تبَارك وَتَعَالَى وارتفع وتبرأ عَن الْوَلَد وَالشَّرِيك ﴿الَّذِي نَزَّلَ الْفرْقَان﴾ نزل جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ ﴿على عَبْدِهِ﴾ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿ليَكُون﴾ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿لِلْعَالَمِينَ﴾ الْجِنّ وَالْإِنْس ﴿نَذِيراً﴾ رَسُولا مخوفا بِالْقُرْآنِ
﴿الَّذِي لَهُ مُلْكُ﴾ خَزَائِن ﴿السَّمَاوَات﴾ الْمَطَر ﴿وَالْأَرْض﴾ النَّبَات ﴿وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً﴾ كَمَا قَالَت الْيَهُود وَالنَّصَارَى ﴿وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ﴾ كَمَا قَالَ مُشْرِكُوا الْعَرَب فيماريه ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ عبدوه وَغير مَا عبدوه ﴿فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً﴾ فَقدر آجالهم وأرزاقهم وأعمالهم بالتقدير وَيُقَال قدر لكل ذكر أُنْثَى
﴿وَاتَّخذُوا﴾ كفار مَكَّة أَبُو جهل وَأَصْحَابه ﴿مِن دُونِهِ﴾ من دون الله ﴿آلِهَةً﴾ يعبدونها ﴿لاَّ يَخْلُقُونَ شَيْئاً﴾ لَا يقدرُونَ أَن يخلقوا شَيْئا ﴿وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾ وَهِي مخلوقة منحوتة يَعْنِي الْأَصْنَام ﴿وَلاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ﴾ يَعْنِي الْأَصْنَام ﴿ضَرّاً﴾ دفع الضَّرَر ﴿وَلاَ نَفْعاً﴾ جر النَّفْع إِلَى أنفسهم وَلَا إِلَى غَيرهم ﴿وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتاً﴾ لَا يقدرُونَ أَن ينقصوا من الْحَيَاة ﴿وَلاَ حَيَاةً﴾ وَلَا أَن يزِيدُوا فِي الْحَيَاة وَيُقَال وَلَا يملكُونَ موتا لَا يقدرُونَ أَن يخلقوا نُطْفَة وَلَا حَيَاة وَلَا أَن يجْعَلُوا فِيهَا الرّوح ﴿وَلاَ نُشُوراً﴾ بعثاً بعد الْمَوْت
﴿وَقَالَ الَّذين كفرُوا﴾ كفار مَكَّة ﴿إِنْ هَذَا﴾ مَا هَذَا الْقُرْآن ﴿إِلاَّ إِفْكٌ﴾ كذب ﴿افتراه﴾ اختلقه مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من تِلْقَاء نَفسه ﴿وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ﴾ على اختلاقه ﴿قَوْمٌ آخَرُونَ﴾ جبر ويسار وَأَبُو فكيهة الرُّومِي ﴿فقد جاؤوا ظُلْماً﴾ شركا ﴿وَزُوراً﴾ كذبا
﴿وَقَالُوا﴾ يَعْنِي النَّضر وَأَصْحَابه ﴿أَسَاطِيرُ الْأَوَّلين﴾ هَذَا الْقُرْآن أَحَادِيث الْأَوَّلين فِي دهرهم وكذبهم ﴿اكتتبها﴾ استقرأها مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من جبر ويسار ﴿فَهِيَ تملى عَلَيْهِ﴾ تقْرَأ على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿بُكْرَةً وَأَصِيلاً﴾ غدْوَة وعشياً
﴿قُلْ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿أَنزَلَهُ﴾ يَعْنِي أنزل جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ ﴿الَّذِي يَعْلَمُ السِّرّ فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً﴾