﴿وَتَوكَّلْ عَلَى الْعَزِيز﴾ بالنقمة من أعدائه ﴿الرَّحِيم﴾ بك وَبِالْمُؤْمِنِينَ
﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ﴾ إِلَى الصَّلَاة
﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي الساجدين﴾ مَعَ أهل الصَّلَاة فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود وَالْقِيَام وَيُقَال فِي أصلاب آبَائِك الْأَوَّلين
﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيع﴾ لمقالتهم ﴿الْعَلِيم﴾ بهم وبأعمالهم
﴿هَلْ أُنَبِّئُكُمْ﴾ أخْبركُم ﴿على مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِين﴾ بالكهانة
﴿تَنَزَّلُ على كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ﴾ فَاجر كَاهِن وَهُوَ مُسَيْلمَة الْكذَّاب وَطَلْحَة
﴿يُلْقُونَ السّمع﴾ يَسْتَمِعُون إِلَى كَلَام الْمَلَائِكَة يَعْنِي الشَّيَاطِين ﴿وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ﴾ يَسْتَمِعُون وَاحِدًا ويجعلونه مائَة لم يخبرون بذلك الكهنة
﴿وَالشعرَاء﴾ عبد الله بن الزِّبَعْرَى وأصابه يَقُولُونَ الشّعْر ﴿يتبعهُم الْغَاوُونَ﴾ الراءون يروون عَنْهُم
﴿أَلَمْ تَرَ﴾ ألم تخبر يَا مُحَمَّد ﴿أَنَّهُمْ﴾ يَعْنِي الشُّعَرَاء ﴿فِي كُلِّ وَادٍ﴾ فِي كل فن وَوجه ﴿يَهِيمُونَ﴾ يذهبون وَيَأْخُذُونَ يذمون ويمدحون
﴿وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ﴾ فِي شعرهم ﴿مَا لاَ يَفْعَلُونَ﴾ أَنا وَأَنا وَلَيْسَ كَذَلِك وَيُقَال مَا لَا يقدرُونَ أَن يَفْعَلُوا وَكِلَاهُمَا غاويان الشَّاعِر والراوي
﴿إِلَّا الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن حسان بن ثَابت وَأَصْحَابه ﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات﴾ الطَّاعَات فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم ﴿وَذَكَرُواْ الله كَثِيراً﴾ فِي الشّعْر ﴿وانتصروا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه بِالرَّدِّ على الْكفَّار ﴿مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ﴾ هجوا هجاهم الْكفَّار ﴿وَسَيَعْلَمْ الَّذين ظلمُوا﴾ هجوا النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه ﴿أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ أَي مرجع يرجعُونَ فِي الْآخِرَة وَهِي النَّار يَعْنِي إِن لم يُؤمنُوا بطس وَالْقُرْآن الْحَكِيم وَالله تَعَالَى أعلم بأسرار كِتَابه
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا النَّمْل وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها أَربع وَتسْعُونَ آيَة وكلماتها ألف وَمِائَة وتسع وَأَرْبَعُونَ وحروفها أَرْبَعَة آلَاف وَسَبْعمائة وَسبع وَسِتُّونَ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿طس﴾ يَقُول ط طوله وسين سناؤه وَيُقَال قسم أقسم بِهِ ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآن وَكِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ إِن هَذِه السُّورَة آيَات وَالْقُرْآن وَكتاب مُبين بالحلال وَالْحرَام
﴿هُدىً﴾ من الضَّلَالَة ﴿وبشرى﴾ بِالْجنَّةِ ﴿لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ المصدقين فى إِيمَانهم
ثمَّ بَين نعتهم فَقَالَ ﴿الَّذين يُقِيمُونَ الصَّلَاة﴾ يتمون الصَّلَوَات الْخمس بوضوئها وركوعها وسجودها وَمَا يجب فِيهَا من مواقيتها ﴿وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة﴾ يُعْطون زَكَاة أَمْوَالهم ﴿وهم بِالآخِرَة﴾ بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت وَالْجنَّة وَالنَّار ﴿هُمْ يُوقِنُونَ﴾ يصدقون
﴿إِنَّ الَّذين لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَة﴾ بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت أَبَا جهل وَأَصْحَابه ﴿زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ﴾ فِي الْكفْر ﴿فَهُمْ يَعْمَهُونَ﴾ يمضون عمهة لَا يبصرون
﴿أُولَئِكَ﴾ أهل هَذِه الصّفة ﴿الَّذين لَهُم سوء الْعَذَاب﴾ شدَّة الْعَذَاب فِي النَّار ﴿وَهُمْ فِي الْآخِرَة﴾ يَوْم الْقِيَامَة ﴿هُمُ الأخسرون﴾ المغبونون بذهاب الْجنَّة وَدخُول النَّار
﴿وَإِنَّكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿لَتُلَقَّى الْقُرْآن﴾ يَقُول ينزل عَلَيْك جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ ﴿مِن لَّدُنْ﴾ من عِنْد ﴿حَكِيمٍ﴾ فِي أمره وقضائه ﴿عَلِيمٍ﴾ بخلقه


الصفحة التالية
Icon