tit/٢ وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الْقَصَص وهى كلهَا مَكِّيَّة إِلَّا قَوْله تَعَالَى ﴿إِن الَّذِي فرض عَلَيْك الْقُرْآن لرادك إِلَى معاد﴾ فانها نزلت بِالْجُحْفَةِ بَين مَكَّة وَالْمَدينَة آياتها ثَمَان وَثَمَانُونَ وكلماتها أَرْبَعمِائَة وَإِحْدَى وَأَرْبَعُونَ وحروفها خَمْسَة آلَاف وَثَمَانمِائَة {بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم {/ tit
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿طسم﴾ ط طوله وَقدرته وسين سناؤه ورفعته وَمِيم ملكه وَيُقَال قسم أقسم بِهِ
﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكتاب الْمُبين﴾ إِن هَذِه السُّورَة آيَات الْقُرْآن الْمُبين بالحلال وَالْحرَام وَالْأَمر وَالنَّهْي
﴿نَتْلُواْ عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ﴾ بِالْقُرْآنِ ﴿لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ يصدقون بك وَبِالْقُرْآنِ
﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ﴾ خَالف وتجبر وَكفر ﴿فِي الأَرْض﴾ أَرض مصر ﴿وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً﴾ فرقا فرقا ﴿يَسْتَضْعِفُ﴾ يقهر ﴿طَآئِفَةً مِّنْهُمْ﴾ من بني إِسْرَائِيل ﴿يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ﴾ صغَارًا ﴿وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ﴾ يستخدمهم كبارًا ﴿إِنَّهُ كَانَ مِنَ المفسدين﴾ فِي كفره بِالْقَتْلِ وَالدُّعَاء إِلَى غير عبَادَة الله
﴿وَنُرِيدُ﴾ بإرسال مُوسَى إِلَيْهِم وهلاكهم ﴿أَن نَّمُنَّ﴾ تنزلهم بالنجاة ﴿عَلَى الَّذين استضعفوا﴾ قهروا وهم بَنو إِسْرَائِيل ﴿فِي الأَرْض﴾ أَرض مصر ﴿وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً﴾ قادة فِي الْخَيْر ﴿وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثين﴾ وارثي أَرض مصر
﴿وَنُمَكِّنَ لَهُمْ﴾ ونملكهم ﴿فِي الأَرْض﴾ أَرض مصر ﴿وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا﴾ جموعهما ﴿مِنْهُمْ﴾ من مُوسَى وَبني إِسْرَائِيل ﴿مَّا كَانُواْ يَحْذَرونَ﴾ من ذهَاب الْملك
﴿وَأَوْحَيْنَآ إِلَى أُمِّ مُوسَى﴾ ألهمنا أم مُوسَى يوحانذ بنت لاوي بن يَعْقُوب ﴿أَنْ أَرْضِعِيهِ﴾ أَن أرضعي هَذَا الصَّبِي ﴿فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ﴾ أَن يضيع ﴿فَأَلْقِيهِ فِي اليم﴾ فاطرحيه فِي التابوت والتابوت فِي الْبَحْر ﴿وَلاَ تَخَافِي﴾ من الْغَرق ﴿وَلاَ تحزني﴾ من الضَّيْعَة أَن لَا يرد إِلَيْك ﴿إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسلين﴾ إِلَى فِرْعَوْن وَقَومه
﴿فالتقطه﴾ فرفعه ﴿آلُ فِرْعَوْنَ﴾ جواري فِرْعَوْن من بَين المَاء وَالشَّجر فَأَخَذته وذهبن بِهِ إِلَى امْرَأَة فِرْعَوْن ﴿لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً﴾ من بعد مَا يَجِيء إِلَيْهِم بالرسالة ﴿وَحَزَناً﴾ بذهاب ملكهم ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَاطِئِينَ﴾ مُشْرِكين
﴿وَقَالَتِ امْرَأَة فِرْعَوْنَ﴾ آسِيَة بنت مُزَاحم وَكَانَت عمَّة مُوسَى ﴿قُرَّةُ عَيْنٍ لِّي﴾ هَذَا الْغُلَام ﴿وَلَكَ﴾ يَا فِرْعَوْن ﴿لاَ تَقْتُلُوهُ عَسى أَن ينفعنآ﴾ فِي ضيعتنا ﴿أَو نتخذه ولدا﴾ أَو نتبناه ﴿وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ﴾ بَنو إِسْرَائِيل لَا يعلمُونَ أَنه لَيْسَ منا وَيُقَال وهم لَا يَشْعُرُونَ أَن هلاكهم على يَدَيْهِ
﴿وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى﴾ صَار قلب أم مُوسَى يوحانذ ﴿فَارِغاً﴾ من كل همّ وَذكر إِلَّا همّ مُوسَى وَذكر مُوسَى ﴿إِن كَادَتْ﴾ قد كَادَت ﴿لَتُبْدِي بِهِ﴾ لتظهر بِهِ تَقول هَذَا ابْني بعد مَا انتسب بِهِ إِلَى فِرْعَوْن


الصفحة التالية
Icon