وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الدُّخان وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها تسع وَخَمْسُونَ آيَة وكلماتها ثَلَاثمِائَة وست وَأَرْبَعُونَ كلمة وحروفها ألف وَأَرْبَعمِائَة وَأحد وَثَلَاثُونَ حرفا
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله جلّ ذكره ﴿حم﴾ يَقُول قضى مَا هُوَ كَائِن أى بَين
﴿وَالْكتاب الْمُبين﴾ وَأقسم بِالْكتاب الْمُبين لقد قضى مَا هُوَ كَائِن أَي بَين وَيُقَال قسم أقسم بِالْحَاء وَالْمِيم وَالْقُرْآن الْمُبين بالحلال وَالْحرَام وَالْأَمر والنهى
﴿إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ﴾ أنزلنَا جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ وَلِهَذَا كَانَ الْقسم أنزل الله جِبْرِيل إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا حَتَّى أمْلى الْقُرْآن على الكتبة وهم أهل سَمَاء الدُّنْيَا ﴿فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ﴾ فِيهَا الرَّحْمَة وَالْمَغْفِرَة وَالْبركَة وَهِي لَيْلَة الْقدر ثمَّ أنزل الله جِبْرِيل بعد ذَلِك على مُحَمَّد عَلَيْهِ السَّلَام بِآيَة وَسورَة وَكَانَ بَين أَوله وَآخره عشرُون سنة ﴿إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ﴾ إِنَّا كُنَّا مخوفين بِالْقُرْآنِ
﴿فِيهَا﴾ فِي لَيْلَة الْقدر ﴿يُفْرَقُ﴾ يبين ﴿كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ كَائِن من سنة إِلَى سنة
﴿أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ﴾ بَيَانا منا نبين لجبريل وَمِيكَائِيل وإسرافيل وَملك الْمَوْت مَا هم موكلون عَلَيْهِ من سنة إِلَى سنة ﴿إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ﴾ الرُّسُل بالكتب
﴿رَحْمَةً﴾ نعْمَة ﴿مِّن رَّبِّكَ﴾ على عباده إرْسَاله الرُّسُل بالكتب ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيع﴾ لمقالة قُرَيْش حَيْثُ قَالُوا رَبنَا اكشف عَنَّا الْعَذَاب ﴿الْعَلِيم﴾ بهم وبعقوبتهم
﴿رب﴾ خَالق ﴿السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا بَينهمَا﴾ من الْخلق هُوَ الله ﴿إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ﴾ مُصدقين بذلك
﴿لاَ إِلَه﴾ لَا خَالق ﴿إِلاَّ هُوَ﴾ الَّذِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض ﴿يُحْيِي﴾ للبعث ﴿وَيُمِيتُ﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ الْأَوَّلين﴾ خالقكم وخالق آبائكم الأقدمين
﴿بَلْ هُمْ﴾ يَعْنِي كفار مَكَّة ﴿فِي شَكٍّ﴾ من قيام السَّاعَة ﴿يَلْعَبُونَ﴾ يهزءون بِقِيَام السَّاعَة
﴿فَارْتَقِبْ﴾ فانتظر عَذَابهمْ يَا مُحَمَّد ﴿يَوْمَ تَأْتِي السمآء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ﴾ بَين السَّمَاء وَالْأَرْض
﴿يَغْشَى النَّاس﴾ ذَلِك الدُّخان ﴿هَذَا﴾ الدُّخان ﴿عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ وجيع وَهُوَ الْجُوع
﴿رَّبَّنَا اكشف﴾ قَالُوا رَبنَا اكشف ﴿عَنَّا الْعَذَاب﴾ يَعْنِي الْجُوع ﴿إِنَّا مْؤْمِنُونَ﴾ بك وبكتابك وَرَسُولك
﴿أَنى لَهُمُ الذكرى﴾ من أَيْن لَهُم العظة وَالتَّوْبَة إِذا كشفنا عَنْهُم الْعَذَاب وَيُقَال إِذا أهلكناهم يَوْم بدر وَيُقَال يَوْم الْقِيَامَة ﴿وَقَدْ جَاءَهُم رَسُول﴾ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿مُّبِينٌ﴾ يبين لَهُم لُغَة يعلمونها
﴿ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ﴾ أَعرضُوا عَن الْإِيمَان بِهِ ﴿وَقَالُوا معلم﴾ يعنون مُحَمَّد يُعلمهُ جبر ويسار ﴿مَّجْنُونٌ﴾ مخنوق يختنق
﴿إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَاب﴾ يَعْنِي الْجُوع ﴿قَلِيلاً﴾ يَسِيرا إِلَى يَوْم بدر ﴿إِنَّكُمْ﴾ يَا أهل مَكَّة ﴿عَآئِدُونَ﴾ رَاجِعُون إِلَى الْمعْصِيَة فَلَمَّا رفع عَنْهُم الْعَذَاب عَادوا إِلَى الْمعْصِيَة فأهلكهم الله يَوْم بدر لقَوْله
﴿يَوْمَ نَبْطِشُ البطشة الْكُبْرَى﴾ نعاقبهم الْعقُوبَة الْعُظْمَى يَوْم بدر بِالسَّيْفِ ﴿إِنَّا مُنتَقِمُونَ﴾ مِنْهُم بِالْعَذَابِ
﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا﴾ ابتلينا ﴿قَبْلَهُمْ﴾ قبل قُرَيْش ﴿قَوْمَ فِرْعَوْنَ﴾ فِرْعَوْن وَقَومه بِالْعَذَابِ ﴿وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ﴾ على ربه يَعْنِي مُوسَى
﴿أَنْ أَدّوا إِلَيَّ﴾ ادفعوا إِلَيّ وَأَرْسلُوا معي ﴿عِبَادَ الله﴾ بني إِسْرَائِيل ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ﴾ من الله ﴿أَمِينٌ﴾ على الرسَالَة
﴿وَأَن لاَّ تَعْلُواْ﴾ لَا تتكبروا وَلَا تفتروا ﴿عَلَى الله إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴾ بِحجَّة بَيِّنَة وَعذر بَين
﴿وَإِنِّي عُذْتُ﴾ اعتصمت ﴿بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ﴾


الصفحة التالية
Icon