﴿مَا تُوعَدُونَ﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿لِكُلِّ أَوَّابٍ﴾ مقبل إِلَى الله وَإِلَى طَاعَته ﴿حَفِيظٍ﴾ لأمر الله فِي الخلوات وَيُقَال على الصَّلَوَات
﴿مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ﴾ من عمل للرحمن وَإِن لم يره ﴿وَجَآءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ﴾ مخلص بِالْعبَادَة والتوحيد يَقُول الله لَهُم
﴿ادخلوها﴾ يَعْنِي الْجنَّة (بِسَلاَمٍ) بسلامة من عَذَاب الله ﴿ذَلِك يَوْمُ الخلود﴾ خُلُود أهل الْجنَّة فى الْجنَّة
﴿لَهُم مَا يشاؤون﴾ مَا يتمنون ﴿فِيهَا﴾ فِي الْجنَّة ﴿وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾ يَعْنِي النّظر إِلَى وَجه الرب وَلَهُم عندنَا كل يَوْم وَسَاعَة من الْكَرَامَة وَالثَّوَاب الزِّيَادَة
﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ﴾ قبل قَوْمك ﴿مِّن قَرْنٍ﴾ من الْقُرُون الْمَاضِيَة ﴿هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم﴾ من قَوْمك ﴿بَطْشاً﴾ قُوَّة ﴿فَنَقَّبُواْ فِي الْبِلَاد﴾ فطافوا وتقلبوا فِي الْأَسْفَار بتجاراتهم ﴿هَلْ مِن مَّحِيصٍ﴾ هَل كَانَ لَهُم ملْجأ ومفر من عذابنا وَيُقَال هَل بَقِي أحد مِنْهُم
﴿إِنَّ فِي ذَلِك﴾ فِي مَا صنع بهم ﴿لذكرى﴾ لعظة لقَوْمك ﴿لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ﴾ عقل حَيّ ﴿أَوْ أَلْقَى السّمع﴾ أَو اسْتمع إِلَى قِرَاءَة الْقُرْآن ﴿وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ قلبه حَاضر غير غَائِب
﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا بَيْنَهُمَا﴾ من الْخلق والعجائب ﴿فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ من أَيَّام أول الدُّنْيَا طول كل يَوْم ألف سنة من هَذِه الْأَيَّام أول يَوْم مِنْهَا يَوْم الْأَحَد وَآخر يَوْم مِنْهَا يَوْم الْجُمُعَة ﴿وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ﴾ مَا أَصَابَنَا من إعياء كَمَا قَالَت الْيَهُود حَيْثُ قَالُوا لما فرغ الله مِنْهَا وضع إِحْدَى رجلَيْهِ على الْأُخْرَى واستراح يَوْم السبت كذب أَعدَاء الله على الله
﴿فاصبر﴾ يَا مُحَمَّد ﴿على مَا يَقُولُونَ﴾ على مقَالَة الْيَهُود من الْكَذِب وَيُقَال اصبر على مَا يَقُولُونَ يَعْنِي على مقَالَة الْمُسْتَهْزِئِينَ وهم خَمْسَة رَهْط قد ذكرتهم فِي مَوضِع آخر ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾ صل بِأَمْر رَبك ﴿قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْس﴾ وَهِي صَلَاة الْغَدَاة ﴿وَقَبْلَ الْغُرُوب﴾ وَهِي صَلَاة الظّهْر وَالْعصر
﴿وَمِنَ اللَّيْل فَسَبِّحْهُ﴾ فصل لَهُ صَلَاة الْمغرب وَالْعشَاء أَو التَّهَجُّد ﴿وَأَدْبَارَ السُّجُود﴾ وَهِي رَكْعَتَانِ بعد الْمغرب
﴿واستمع﴾ يَا مُحَمَّد حَتَّى تسمع صفة ﴿يَوْمَ يُنَادِ المناد﴾ وَيُقَال اعْمَلْ يَا مُحَمَّد ليَوْم يُنَادي الْمُنَادِي وَيُقَال انْتظر يَا مُحَمَّد يَوْم يُنَادي الْمُنَادِي فِي الصُّور ﴿مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ﴾ إِلَى السَّمَاء من صَخْرَة بَيت الْمُقَدّس وَهِي أقرب مَكَان إِلَى السَّمَاء من الأَرْض بِاثْنَيْ عشر ميلًا وَيُقَال من مَكَان قريب يسمعُونَ من تَحت أَقْدَامهم
﴿يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَة بِالْحَقِّ﴾ بِالْخرُوجِ من الْقُبُور ﴿ذَلِك يَوْمُ الْخُرُوج﴾ من الْقُبُور وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة
﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي﴾ للبعث ﴿وَنُمِيتُ﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿وَإِلَيْنَا الْمصير﴾ بعد الْمَوْت
﴿يَوْمَ تَشَقَّقُ الأَرْض﴾ تتصدع الأَرْض ﴿عَنْهُمْ سِرَاعاً﴾ وخروجهم من الْقُبُور سَرِيعا ﴿ذَلِك حَشْرٌ﴾ فِي سوق ﴿عَلَيْنَا يَسِيرٌ﴾ هَين
﴿نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ﴾ الْبَعْث وَيُقَال فِي الدُّنْيَا ﴿وَمَآ أَنتَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ﴾ بمسلط أَن تجبرهم على الْإِيمَان ثمَّ أمره بعد ذَلِك بقتالهم ﴿فَذَكِّرْ﴾ عظ ﴿بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ﴾ وَمن لَا يخَاف وَعِيد فَإِنَّمَا يقبل عظتك من يخَاف عَذَابي فِي الْآخِرَة
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الذاريات وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها سِتُّونَ وكلماتها ثلثمِائة وَسِتُّونَ وحروفها ألف ومائتان وَسَبْعَة وَثَمَانُونَ
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿والذاريات﴾ أقسم بالرياح ذَوَات الهبوب ﴿ذَرْواً﴾ مَا ذرت بِهِ الرّيح فِي منَازِل الْقَوْم
﴿فَالْحَامِلَات﴾ وَأقسم بالسحاب تحمل المَاء ﴿وِقْراً﴾ ثقيلاً بالمطر
﴿فَالْجَارِيَات﴾ وَأقسم بالسفن ﴿يُسْراً﴾ سيراً هيناً بتيسير
﴿فَالْمُقَسِّمَات﴾ وَأقسم بِالْمَلَائِكَةِ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل وإسرافيل وَملك الْمَوْت ﴿أَمْراً﴾ يقسمون بَين الْعباد أقسم بهؤلاء الْأَشْيَاء
﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ﴾ من الْبَعْث ﴿لَصَادِقٌ﴾ لكائن
﴿وَإِنَّ الدّين﴾ الْحساب وَالْقَضَاء وَالْقصاص فِيهِ ﴿لَوَاقِعٌ﴾ لكائن نَازل


الصفحة التالية
Icon