ناكساً على ضلالته وكفره وَهُوَ أَبُو جهل بن هِشَام ﴿أهْدى﴾ أصوب دينا ﴿أم من يَمْشِي سَوِيّاً﴾ عادلاً ﴿عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ دين قَائِم يرضاه وَهُوَ الاسلام يعْنى مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
﴿قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ﴾ خَلقكُم ﴿وَجَعَلَ لَكُمُ السّمع﴾ لكَي تسمعوا بِهِ الْحق وَالْهدى ﴿والأبصار﴾ لكَي تبصروا بِهِ الْحق وَالْهدى ﴿والأفئدة﴾ يَعْنِي الْقُلُوب لكَي تعقلوا بهَا الْحق وَالْهدى ﴿قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ﴾ يَقُول شكركم فِيمَا صنع إِلَيْكُم قَلِيل وَيُقَال مَا تشكرون بِقَلِيل وَلَا بِكَثِير
﴿قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ﴾ خَلقكُم ﴿فِي الأَرْض﴾ من آدم وآدَم من تُرَاب وَالتُّرَاب من الأَرْض ﴿وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ فِي الْآخِرَة فيجزيكم بأعمالكم
﴿وَيَقُولُونَ﴾ يَعْنِي كفار مَكَّة ﴿مَتى هَذَا الْوَعْد﴾ الَّذِي تعدنا ﴿إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ إِن كنت من الصَّادِقين أَن يكون ذَلِك
﴿قُلْ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿إِنَّمَا الْعلم﴾ علم قيام السَّاعَة ونزول الْعَذَاب ﴿عِنْدَ الله وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ﴾ رَسُول مخوف ﴿مُّبِينٌ﴾ للغة تعلمونها
﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ﴾ يَعْنِي الْعَذَاب فِي النَّار ﴿زُلْفَةً﴾ قَرِيبا وَيُقَال مُعَاينَة ﴿سِيئَتْ﴾ سَاءَ الْعَذَاب ﴿وُجُوهُ الَّذين كَفَرُواْ﴾ وَيُقَال أحرقت وُجُوه الَّذين كفرُوا ﴿وَقِيلَ﴾ لَهُم ﴿هَذَا﴾ الْعَذَاب ﴿الَّذِي كُنتُم بِهِ﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿تَدَّعُونَ﴾ تسْأَلُون وتقولون إِنَّه لَا يكون
﴿قل أَرَأَيْتُم﴾ يَا أهل مَكَّة ﴿إِنْ أَهْلَكَنِيَ الله﴾ بِالْعَذَابِ ﴿وَمَن مَّعِيَ﴾ من الْمُؤمنِينَ ﴿أَوْ رَحِمَنَا﴾ من الْعَذَاب يَقُول غفر لنا فَلم يعذبنا وَهُوَ الَّذِي يَرْحَمنَا ويهلكنا ﴿فَمَن يُجِيرُ الْكَافرين مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ وجيع
﴿قُلْ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿هُوَ الرَّحْمَن﴾ ينجينا ويرحمنا ﴿آمَنَّا بِهِ﴾ صدقنا بِهِ ﴿وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا﴾ وثقنا ﴿فَسَتَعْلَمُونَ﴾ عِنْد نزُول الْعَذَاب ﴿مَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ﴾ فِي كفر بَين
﴿قل﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿أَرَأَيْتُمْ﴾ مَا تَقولُونَ يَا أهل مَكَّة ﴿إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ﴾ صَار ماؤكم مَاء زَمْزَم ﴿غَوْراً﴾ غائراً فِي الأَرْض لَا تناله الدلاء ﴿فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مَّعِينٍ﴾ ظَاهر تناله الدلاء وَيُقَال فَمن يأتيكم بِمَاء معِين سوى خَالق النُّون والقلم
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا ن وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها اثْنَتَانِ وَخَمْسُونَ آيَة وكلماتها ثَلَاثمِائَة وحروفها ألف ومائتان وَسِتَّة وَخَمْسُونَ
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿ن﴾ يَقُول أقسم الله بالنُّون وَهِي السَّمَكَة الَّتِي تحمل الْأَرْضين على ظهرهَا وَهِي فِي المَاء وتحتها الثور وَتَحْت الثور الصَّخْرَة وَتَحْت الصَّخْرَة الثرى وَلَا يعلم مَا تَحت الثرى إِلَّا الله وَاسم السَّمَكَة ليواش وَيُقَال لويهاء وَاسم الثور بهموت وَقَالَ بَعضهم تلهوت وَيُقَال ليوتا وَذَلِكَ الْحُوت فِي بَحر يُقَال لَهُ عضواص وَهُوَ كالثور الصَّغِير فِي الْبَحْر الْعَظِيم وَذَلِكَ الْبَحْر فِي صَخْرَة جوفاء وَفِي تِلْكَ الصَّخْرَة أَرْبَعَة آلَاف خرق مِنْهَا خرق يخرج الْمِيَاه إِلَى الأَرْض وَيُقَال هُوَ اسْم من أَسمَاء الرب وَهُوَ نون الرَّحْمَن وَيُقَال النُّون هُوَ الدواة ﴿والقلم﴾ أقسم الله بالقلم وَهُوَ قلم من نور طوله مَا بَين السَّمَاء إِلَى الأَرْض وَهُوَ الَّذِي كتب بِهِ الذّكر الْحَكِيم يَعْنِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَيُقَال الْقَلَم هُوَ ملك من الْمَلَائِكَة أقسم الله بِهِ ﴿وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ وَأقسم الله بِمَا تكْتب الْمَلَائِكَة من أَعمال بني آدم
﴿مَآ أَنتَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿بِنِعْمَةِ رَبِّكَ﴾ بِالنُّبُوَّةِ وَالْإِسْلَام ﴿بِمَجْنُونٍ﴾ يختنق وَلِهَذَا كَانَ الْقسم
﴿وَإِنَّ لَكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿لأَجْراً﴾ ثَوابًا فِي الْجنَّة بِالنُّبُوَّةِ وَالْإِسْلَام ﴿غَيْرَ مَمْنُونٍ﴾ غير مَنْقُوص وَلَا مكدر وَلَا يمن عَلَيْك بذلك
﴿وَإِنَّكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿لعلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ على دين كريم شرِيف على الله وَيُقَال على منَّة عَظِيمَة وَهِي الْأَخْلَاق الْحَسَنَة الَّتِي أكْرمه الله بهَا إِن قَرَأت بِضَم الْخَاء وَاللَّام
﴿فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ﴾ فسترى وَتعلم ويرون ويعلمون عِنْد نزُول الْعَذَاب بهم
﴿بِأَيِّكُمُ الْمفْتُون﴾ الْمَجْنُون
﴿إِنَّ رَبَّكَ﴾ يَا مُحَمَّد