يَا مُحَمَّد ﴿يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أدنى﴾ أقل ﴿مِن ثُلُثَيِ اللَّيْل﴾ إِلَى النّصْف ﴿وَنِصْفَهُ﴾ وَتقوم نصف اللَّيْل ﴿وَثُلُثَهُ﴾ وَتقوم ثلث اللَّيْل وَيُقَال وَنصفه أقل من نصف اللَّيْل وَثلثه إِذا قَرَأت بالخفض ﴿وَطَآئِفَةٌ مِّنَ الَّذين مَعَكَ﴾ وَجَمَاعَة من الْمُؤمنِينَ مَعَك فِي الصَّلَاة ﴿وَالله يُقَدِّرُ اللَّيْل وَالنَّهَار﴾ يعلم سَاعَات اللَّيْل وَالنَّهَار ﴿عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ﴾ أَن لن تحفظُوا سَاعَات اللَّيْل وَيُقَال مَا أمرْتُم فِي اللَّيْل من الصَّلَاة ﴿فَتَابَ عَلَيْكُمْ﴾ فَتَجَاوز عَنْكُم صَلَاة اللَّيْل ﴿فاقرؤوا مَا تَيَسَّرَ﴾ عَلَيْكُم ﴿مِنَ الْقُرْآن﴾ فِي الصَّلَاة مائَة آيَة فَصَاعِدا وَيُقَال مَا شِئْتُم من الْقُرْآن ﴿عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُمْ مرضى﴾ جرحى لَا تَسْتَطِيعُونَ الصَّلَاة بِاللَّيْلِ ﴿وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ﴾ يسافرون ﴿فِي الأَرْض﴾ بِالتِّجَارَة وَغَيرهَا ﴿يَبْتَغُونَ﴾ يطْلبُونَ ﴿مِن فَضْلِ الله﴾ من رزق الله وَغَيره يشق عَلَيْهِم صَلَاة اللَّيْل ﴿وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ﴾ يجاهدون ﴿فِي سَبِيلِ الله﴾ فِي طَاعَة الله يشق عَلَيْهِم صَلَاة اللَّيْل ﴿فاقرؤوا مَا تَيَسَّرَ﴾ عَلَيْكُم ﴿مِنْهُ﴾ من الْقُرْآن فِي الصَّلَاة ﴿وَأَقِيمُواْ الصَّلَاة﴾ أَتموا الصَّلَوَات الْخمس بوضوئها وركوعها وسجودها وَمَا يجب فِيهَا من مواقيتها ﴿وَآتُواْ الزَّكَاة﴾ أعْطوا زَكَاة أَمْوَالكُم ﴿وَأَقْرِضُواُ الله﴾ فِي الصَّدَقَة وَيُقَال فِي الْعَمَل الصَّالح ﴿قَرْضاً حسنا﴾ محتسبا صَادِقا من قُلُوبكُمْ ﴿وَمَا تُقَدِّمُواْ﴾ تسلفوا ﴿لأَنفُسِكُمْ مِّنْ خَيْرٍ﴾ من صَدَقَة أَو عمل صَالح ﴿تَجِدُوهُ﴾ تَجدوا ثَوَابه ﴿عِندَ الله﴾ فِي الْجنَّة مَحْفُوظًا لكم لَا سرق وَلَا غرق وَلَا حرق وَلَا يَأْكُلهُ السوس ﴿هُوَ خَيْراً﴾ مِمَّا بَقِي عنْدكُمْ فِي الدُّنْيَا ﴿وَأَعْظَمَ أَجْراً﴾ ثَوابًا مِمَّا عنْدكُمْ ﴿وَاسْتَغْفرُوا الله﴾ من الذُّنُوب ﴿إِنَّ الله غَفُورٌ﴾ لمن تَابَ ﴿رَحِيم﴾ لمن مَاتَ على التَّوْبَة لرحمة المدثر بثيابه
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا المدثر وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها سِتّ وَخَمْسُونَ وكلماتها مِائَتَان وَخمْس وَخَمْسُونَ وحروفها ألف وَعشرَة
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس رضى الله عَنْهُمَا فى قَوْله تَعَالَى ﴿يَا أَيهَا المدثر﴾ يَعْنِي بِهِ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد تدثر بثيابه ونام
﴿قُمْ فَأَنذِرْ﴾ فخوف النَّاس وادعهم إِلَى التَّوْحِيد
﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ فَعظم عَمَّا يَقُوله عَبدة الْأَوْثَان
﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ قَلْبك من الْغدر والخيانة والضجر أَي كن طَاهِر الْقلب وَيُقَال ثِيَابك فطهر فقصر وَيُقَال وثيابك فطهر من الدنس
﴿وَالرجز فاهجر﴾ المآثم فاترك وَلَا تقربنه
﴿وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ﴾ لَا تعط شَيْئا قَلِيلا فتعطى أفضل من ذَلِك وَأكْثر مِنْهُ فِي الدُّنْيَا وَيُقَال وَلَا تمنن بعملك على الله تستكثر
﴿وَلِرَبِّكَ﴾ على طَاعَة رَبك وَعبادَة رَبك ﴿فاصبر﴾
﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي الناقور﴾ فَإِذا نفخ فِي الصُّور وَهِي نفخة الْبَعْث
﴿فَذَلِك يَوْمَئِذٍ﴾ يَعْنِي يَوْم الْقِيَامَة ﴿يَوْمٌ عَسِيرٌ﴾ شَدِيد
﴿عَلَى الْكَافرين﴾ هوله وعذابه ﴿غَيْرُ يَسِيرٍ﴾ غير هَين عَلَيْهِم
﴿ذَرْنِي﴾ يَا مُحَمَّد ﴿وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً﴾ بِلَا مَال وَلَا ولد وَلَا زوج وَهَذَا وَعِيد من الله للوليد بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي
﴿وَجَعَلْتُ لَهُ﴾ بعد ذَلِك ﴿مَالاً مَّمْدُوداً﴾ كثيرا من كل نوع لم يزل فِي الزِّيَادَة فَكَانَ مَاله نَحْو تِسْعَة أُلَّاف مِثْقَال فضَّة


الصفحة التالية
Icon