﴿قَالُواْ﴾ يَعْنِي أهل النَّار ﴿لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّين﴾ من أهل الصَّلَوَات الْخمس الْمُسلمين
﴿وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِين﴾ لم نحث على صَدَقَة الْمَسَاكِين وَلم نك من أهل الزَّكَاة وَالصَّدَََقَة
﴿وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الخآئضين﴾ مَعَ أهل الْبَاطِل
﴿وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدّين﴾ بِيَوْم الْحساب أَن لَا يكون
﴿حَتَّى أَتَانَا الْيَقِين﴾ الْمَوْت
﴿فَمَا تَنفَعُهُمْ﴾ يَقُول الله لَا تنالهم ﴿شَفَاعَةُ الشافعين﴾ يَعْنِي شَفَاعَة الْمَلَائِكَة والأنبياء وَالصَّالِحِينَ
﴿فَمَا لَهُمْ﴾ لأهل مَكَّة ﴿عَنِ التَّذْكِرَة﴾ عَن الْقُرْآن ﴿مُعْرِضِينَ﴾ مكذبين بِهِ
﴿كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ﴾ مَذْعُورَة وَيُقَال ذاعرة إِن قَرَأت بخفض الْفَاء
﴿فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ﴾ من أَسد وَيُقَال من الرُّمَاة وَيُقَال من عصبَة الرِّجَال
﴿بل يُرِيد كل امْرِئ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتى﴾ يعْطى ﴿صُحُفاً مُّنَشَّرَةً﴾ كتابا فِيهِ جرمه وتوبته حَيْثُ قَالُوا ائتنا بِكِتَاب فِيهِ جرمنا وتوبتنا حَتَّى نؤمن بك
﴿كَلاَّ﴾ حَقًا لَا يعْطى ذَلِك ﴿بَل لاَّ يَخَافُونَ الْآخِرَة﴾ عَذَاب الْآخِرَة
﴿كَلاَّ﴾ حَقًا يَا مُحَمَّد ﴿إِنَّهُ﴾ يَعْنِي الْقُرْآن ﴿تَذْكِرَةٌ﴾ عظة من الله
﴿فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ﴾ فَمن شَاءَ الله أَن يتعظ بِالْقُرْآنِ اتعظ
﴿وَمَا يَذْكُرُونَ﴾ مَا يتعظون ﴿إِلاَّ أَن يَشَآءَ الله هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى﴾ أهل أَن يتقى فَلَا يعْصى ﴿وَأَهْلُ الْمَغْفِرَة﴾ أهل أَن يغْفر لمن اتَّقى وَتَابَ أهل الْمَغْفِرَة إِذا قَامَت الْقِيَامَة
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الْقِيَامَة وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها تسع وَثَلَاثُونَ وكلماتها تسع وَتسْعُونَ وحروفها سِتّمائَة وَاثْنَانِ وَخَمْسُونَ
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَة﴾ يَقُول أقسم بِيَوْم الْقِيَامَة أَنَّهَا كائنة
﴿وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفسِ اللوامة﴾ وَأقسم بِكُل نفس برة أَو فاجرة أَنَّهَا تلوم نَفسهَا يَوْم الْقِيَامَة أما المحسنة فَتَقول يَا لَيْتَني ازددت إحساناً وَأما السَّيئَة فَتَقول يَا لَيْتَني نزعت من الذُّنُوب وَذَلِكَ عِنْد مُعَاينَة الثَّوَاب وَالْعِقَاب وَيُقَال هِيَ النَّفس النادمة وَيُقَال هِيَ النَّفس للائمة النادمة الَّتِي تتوب من الذُّنُوب ولامت نَفسهَا على ذَلِك وَيُقَال هِيَ النَّفس الْكَافِرَة والفاجرة
﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسَان﴾ أيظن الْكَافِر عدي بن ربيعَة إنكاراً مِنْهُ للبعث ﴿أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ﴾ أَن لن فَقدر أَن نجمع عِظَامه بعد بلائها وتبديلها وتفريقها
﴿بلَى قَادِرِينَ﴾ يَقُول أَنا قَادر على ذَلِك ﴿على أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾ نجمع أَصَابِعه فَيكون كَفه كخف الْبَعِير أَو كحافر الدَّوَابّ يَقُول إِنَّا قادرون على أَن نجْعَل كَفه كخف الْبَعِير فَكيف لَا نقدر على أَن نجمع عِظَامه
﴿بل يُرِيد الْإِنْسَان﴾ الْكَافِر عدى ابْن ربيعَة ﴿لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ﴾ ليقدم شَره وَيُؤَخر تَوْبَته وَيُقَال ليعْمَل بِالْفِسْقِ والفجور فِيمَا يستقبله
﴿يَسْأَلُ﴾ عدي بن ربيعَة إنكاراً مِنْهُ للبعث ﴿أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَة﴾ مَتى يكون يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ الله
﴿فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَر﴾ أعجب الْبَصَر وَيُقَال شخص الْبَصَر
﴿وَخَسَفَ الْقَمَر﴾ ذهب ضوء الْقَمَر
﴿وَجُمِعَ الشَّمْس وَالْقَمَر﴾ كالثورين المقرونين العقيرين الأسودين فَيَرْمِي بهما فِي حجاب النُّور
﴿يَقُول الْإِنْسَان﴾ الْكَافِر عدى ابْن ربيعَة وَأَصْحَابه ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ إِذا رَأَوْا النَّار ﴿أَيْنَ المفر﴾ من النَّار والمهرب والملجأ
﴿كَلاَّ﴾ حَقًا ﴿لاَ وَزَرَ﴾ لَا جبل يواريه من النَّار وَهِي بلغَة حمير يسمون الْجَبَل وزرا وَيُقَال لاوزر وَلَا شجر وَلَا ستر وَلَا حرز وَلَا حصن وَلَا ملْجأ وَلَا منجى لَهُم من الله
﴿إِلَى رَبك﴾