﴿وَرَبُّكَ الأكرم﴾ المتجاوز الْحَلِيم عَن جهل الْعباد
﴿الذى عَلَّمَ بالقلم﴾ الْخط بالقلم
﴿عَلَّمَ الْإِنْسَان﴾ يَعْنِي الْخط بالقلم ﴿مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ قبل ذَلِك وَيُقَال علم الْإِنْسَان يَعْنِي آدم أَسمَاء كل شىء مالم يُعلمهُ قبل ذَلِك
﴿كَلاَّ﴾ حَقًا يَا مُحَمَّد ﴿إِنَّ الْإِنْسَان﴾ يَعْنِي الْكَافِر ﴿ليطْغى﴾ ليبطر فيرتفع من منزلَة إِلَى منزلَة فِي الْمطعم وَالْمشْرَب والملبس والمركب
﴿أَن رَّآهُ اسْتغنى﴾ إِذا رأى نَفسه مستغنياً عَن الله بِالْمَالِ
﴿إِنَّ إِلَى رَبِّكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿الرجعى﴾ مرجع الْخَلَائق فِي الْآخِرَة
ثمَّ نزل فِي شَأْن أبي جهل بن هِشَام حَيْثُ أَرَادَ أَن يطَأ عنق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الصَّلَاة فَقَالَ ﴿أَرَأَيْتَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿الَّذِي ينْهَى﴾
﴿عبدا﴾ يعْنى مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿إِذَا صلى﴾ لله
﴿أَرَأَيْتَ إِن كَانَ على الْهدى﴾ وَهُوَ على الْهدى يَعْنِي النُّبُوَّة وَالْإِسْلَام
﴿أَوْ أَمَرَ بالتقوى﴾ وَأمر بِالتَّوْحِيدِ
﴿أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ﴾ وَهُوَ كذب بِالتَّوْحِيدِ يَعْنِي أَبَا جهل ﴿وَتَوَلَّى﴾ عَن الْإِيمَان
﴿أَلَمْ يَعْلَم﴾ أَبُو جهل ﴿بِأَنَّ الله يرى﴾ صَنِيعه بالنبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
﴿كَلاَّ﴾ حَقًا يَا مُحَمَّد ﴿لَئِن لَّمْ يَنتَهِ﴾ لم يتب أَبُو جهل عَن أَذَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿لَنَسْفَعاً بالناصية﴾ لنأخذن ناصيته وَهُوَ مقدم رَأسه
﴿نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ﴾ على الله ﴿خَاطِئَةٍ﴾ مُشركَة بِاللَّه
﴿فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ﴾ قومه وَأهل مَجْلِسه
﴿سَنَدْعُ الزَّبَانِيَة﴾ يَعْنِي زَبَانِيَة النَّار
﴿كَلاَّ﴾ حَقًا يَا مُحَمَّد ﴿لاَ تُطِعْهُ﴾ يَعْنِي أَبَا جهل فِيمَا يَأْمُرك أَن لَا تصلي لِرَبِّك ﴿واسجد﴾ لِرَبِّك ﴿واقترب﴾ إِلَيْهِ بِالسُّجُود
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الْقدر وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها خمس وكلماتها ثَلَاثُونَ وحروفها مائَة وَأحد وَعِشْرُونَ
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ﴾ يَقُول أنزلنَا جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ جملَة وَاحِدَة على كتبة مَلَائِكَة سَمَاء الدُّنْيَا ﴿فِي لَيْلَةِ الْقدر﴾ فِي لَيْلَة الحكم وَالْقَضَاء وَيُقَال فِي لَيْلَة مباركة بالمغفرة وَالرَّحْمَة ثمَّ نزل بعد ذَلِك على النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نجوما نجوما
﴿وَمَآ أَدْرَاكَ﴾ يَا مُحَمَّد تَعْظِيمًا لَهَا ﴿مَا لَيْلَةُ الْقدر﴾ مَا فضل لَيْلَة الْقدر
ثمَّ بَين فَضلهَا فَقَالَ ﴿لَيْلَةُ الْقدر خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ يَقُول الْعَمَل فِيهَا خير من الْعَمَل فِي ألف شهر لَيْسَ فِيهَا لَيْلَة الْقدر
﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَة وَالروح﴾ جِبْرِيل مَعَهم ﴿فِيهَا﴾ فِي أول لَيْلَة الْقدر ﴿بِإِذْنِ رَبِّهِم﴾ بِأَمْر رَبهم ﴿مِّن كُلِّ أَمْرٍ﴾
﴿سَلاَمٌ﴾ يَقُول يسلمُونَ على أهل الصَّوْم وَالصَّلَاة من أمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تِلْكَ اللَّيْلَة وَيُقَال من كل أَمر سَلام يَقُول من كل آفَة سَلامَة تِلْكَ اللَّيْلَة ﴿هِيَ﴾ يَقُول فَضلهَا وبركتها ﴿حَتَّى مَطْلَعِ الْفجْر﴾ يعْنى إِلَى الصُّبْح


الصفحة التالية
Icon