يَا مُحَمَّد ﴿مَا القارعة﴾ تَعْظِيمًا لَهَا
ثمَّ بنيها فَقَالَ ﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاس﴾ يجول النَّاس بَعضهم فِي بعض ﴿كالفراش المبثوث﴾ الْمَبْسُوط يجول بعضه فِي بعض والفراش هُوَ شَيْء يطير بَين السَّمَاء وَالْأَرْض مثل الْجَرَاد
﴿وَتَكُونُ﴾ تصير ﴿الْجبَال كالعهن المنفوش﴾ كالصوف المندوف الملون
﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ﴾ حَسَنَاته فِي مِيزَانه وَهُوَ الْمُؤمن
﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ فِي جنَّة مرضية قد رضيها لنَفسِهِ
﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ﴾ وَهُوَ الْكَافِر
﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾ جعل أمه مَأْوَاه ومصيره الهاوية وَيُقَال يهوي فِي النَّار على هامته
﴿وَمَآ أَدْرَاكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿مَا هِيَهْ﴾ تَعْظِيمًا لَهَا
ثمَّ بَينهَا فَقَالَ ﴿نَارٌ حَامِيَةٌ﴾ حارة قد انْتهى حرهَا
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا التكاثر وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها ثَمَان وكلماتها ثَمَان وَعِشْرُونَ وحروفها مائَة وَعِشْرُونَ
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿أَلْهَاكُمُ التكاثر﴾ يَقُول شغلكم التفاخر بالحسب وَالنّسب
﴿حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِر﴾ وَذَلِكَ أَن بني سهم وَبني عبد منَاف تفاخروا أَيهمْ أَكثر عددا فكثرتهم بَنو عبد منَاف فَقَالَت بَنو سهم أهلكنا الْبَغي فِي الْجَاهِلِيَّة فعدوا أحياءنا وأحياءكم وأمواتنا وأمواتكم فَفَعَلُوا فكثرهم بَنو سهم فَنزلت فيهم أَلْهَاكُم التكاثر وشغلكم التفاخر فِي الْحسب وَالنّسب حَتَّى زرتم الْمَقَابِر حَتَّى ذكرْتُمْ الْأَمْوَات فِي الْعدَد وَيُقَال شغلكم التكاثر بِالْمَالِ وَالْولد حَتَّى تَمُوتُوا وتدفنوا فِي الْقُبُور
﴿كَلاَّ﴾ وَهُوَ رد عَلَيْهِم ووعيد لَهُم ﴿سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ مَاذَا يفعل بكم فِي الْقُبُور
﴿ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ مَاذَا يفعل بكم عِنْد الْمَوْت
﴿كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ﴾ مَاذَا يفعل بكم يَوْم الْقِيَامَة ﴿عِلْمَ الْيَقِين﴾ علما يَقِينا مَا تفاخرتم فى الدُّنْيَا
﴿لَتَرَوُنَّ الْجَحِيم﴾ يَوْم الْقِيَامَة
﴿ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِين﴾ عينا يَقِينا لَسْتُم عَنْهَا بغائبين يَوْم الْقِيَامَة
﴿ثمَّ لتسألن يَوْمَئِذٍ﴾ يَوْم الْقِيَامَة ﴿عَنِ النَّعيم﴾ عَن شكر النَّعيم مَا تَأْكُلُونَ وَمَا تشربون وَمَا تلبسُونَ وَغير ذَلِك
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الْعَصْر وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها ثَلَاث وكلماتها أَربع عشرَة وحروفها ثَمَانِيَة وَسِتُّونَ حرفا
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿وَالْعصر﴾ أقسم الله بنواجذ الدَّهْر يَعْنِي شدائده وَيُقَال بِصَلَاة الْعَصْر
﴿إِنَّ الْإِنْسَان﴾ يَعْنِي الْكَافِر ﴿لَفِى خُسْرٍ﴾ لفي غبن وَفِي عُقُوبَة عَن ذهَاب أَهله ومنزله فِي الْجنَّة وَيُقَال فِي نُقْصَان عمله بعد الْهَرم وَالْمَوْت
﴿إِلَّا الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات﴾ الطَّاعَات فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم ﴿وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقِّ﴾ تحاثوا بِالتَّوْحِيدِ وَيُقَال بِالْقُرْآنِ ﴿وَتَوَاصَوْاْ بِالصبرِ﴾ تحاثوا بِالصبرِ على أَدَاء فَرَائض الله وَاجْتنَاب مَعَاصيه وَالصَّبْر على المرازي والمصيبات فانهم لَيْسُوا كَذَلِك


الصفحة التالية
Icon