قُلْتُ: فَالشَّيْبُ وَالْحُمَّى وَمَوْتُ الْأَهْلِ كُلُّهُ إِنْذَارٌ بِالْمَوْتِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْحُمَّى رَائِدُ الْمَوْتِ). قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: مَعْنَاهُ أَنَّ الْحُمَّى رَسُولُ الْمَوْتِ، أَيْ كَأَنَّهَا تُشْعِرُ بِقُدُومِهِ وَتُنْذِرُ بِمَجِيئِهِ. وَالشَّيْبُ نَذِيرٌ أَيْضًا، لِأَنَّهُ يَأْتِي فِي سِنِّ الِاكْتِهَالِ، وَهُوَ عَلَامَةٌ لِمُفَارَقَةِ سِنِّ الصِّبَا الَّذِي هُوَ سِنُّ اللَّهْو وَاللَّعَبِ. قَالَ:
رَأَيْتُ الشَّيْبَ مِنْ نُذُرِ الْمَنَايَا | لِصَاحِبِهِ وَحَسْبُكَ مِنْ نَذِيرِ |
فَقُلْتُ لَهَا الْمَشِيبُ نَذِيرُ عُمْرِي | وَلَسْتُ مُسَوِّدًا وَجْهَ النَّذِيرِ |
وَأَرَاكَ تَحْمِلُهُمْ وَلَسْتَ تَرُدُّهُمْ | فَكَأَنَّنِي بِكَ قَدْ حُمِلْتُ فَلَمْ تُرَدَّ |
الْمَوْتُ فِي كُلِ حِينٍ يَنْشُرُ الْكَفَنَا | وَنَحْنُ فِي غَفْلَةٍ عَمَّا يُرَادُ بِنَا |
[سورة فاطر (٣٥): آية ٣٨]
إِنَّ اللَّهَ عالِمُ غَيْبِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٣٨)
(١). راجع ج ٦ ص ١٨.
(٢). راجع ١٠ ص ٢٣٠.
(٢). راجع ١٠ ص ٢٣٠.