موضع الألف، ثم خفف الهمزة، فحذف الألف، لالتقاء الساكنين فبقي «راه» بألف ساكنة غير مهموزة، إلّا أنّ الناقل لذلك عنه لم يضبط لفظه به، هذه لغة مشهورة للعرب يقولون في «رءاني» «راءني» وفي «سأاني ساءني». قال شاعر هذه اللغة:
أو وليد معلّل راء رؤيا | فهو يهذي بما رأى في المنام |
ومن سورة القدر
قوله تعالى: حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ «٢». أجمع القراء على فتح اللام إلّا «الكسائي» فإنه قرأها بالكسر. فالحجة لمن فتح: أنه أراد بذلك: المصدر. ومعناه: حتى طلوع الفجر.
والحجة لمن كسر: أنه أراد: الاسم أو الموضع. وقد شرح فيما تقدم «٣» بأبين من هذا.
و (حتى) هاهنا: بمعنى إلى.
ومن سورة القيمة
قوله تعالى: خَيْرُ الْبَرِيَّةِ «٤» وشَرُّ الْبَرِيَّةِ «٥». يقرءان بتحقيق الهمز والتعويض منه مع التليين. فالحجة لمن حقّق الهمز: أنه أخذه: من برأ الله الخلق. ودليله قوله: هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ «٦» والحجة لمن ترك الهمز وشدد: أنه أراد: الهمز فحذفه وعوّض التشديد منه، أو يكون أخذ ذلك من «البرى» وهو: التراب كما قيل:
* بفيك من سار إلى القوم البرى «٧» *
وصّاني العجاج فيما وصّني. يريد: وصّاني، فحذف الألف، وهي لام الفعل.
انظر: (البحر المحيط ٨: ٤٩٣).
(١) انظر تفسير الطبري ١٥/ ١٥٣ الطبعة الثانية.
(٢) القدر: ٥.
(٣) انظر: ١٢٢ عند قوله تعالى: مُدْخَلًا كَرِيماً.
(٤) القيّمة: ٧.
(٥) القيّمة: ٦.
(٦) الحشر: ٢٤.
(٧) هذا رجز لمدرك بن حصن الأسدي. انظر: الصّحاح للجوهري: مادة بري وتحقيق أحمد عبد الغفور عطار على الصحاح). وانظر أيضا: (المقصور والممدود لابن ولّاد: ١٣): مطبعة السعادة: طبعة أولى.
انظر: (البحر المحيط ٨: ٤٩٣).
(١) انظر تفسير الطبري ١٥/ ١٥٣ الطبعة الثانية.
(٢) القدر: ٥.
(٣) انظر: ١٢٢ عند قوله تعالى: مُدْخَلًا كَرِيماً.
(٤) القيّمة: ٧.
(٥) القيّمة: ٦.
(٦) الحشر: ٢٤.
(٧) هذا رجز لمدرك بن حصن الأسدي. انظر: الصّحاح للجوهري: مادة بري وتحقيق أحمد عبد الغفور عطار على الصحاح). وانظر أيضا: (المقصور والممدود لابن ولّاد: ١٣): مطبعة السعادة: طبعة أولى.