وبعد
فسبحان من جعل الجسم يسمح للحيوان المنوي بالبقاء فلا يقتله. وسبحان من أودع السائل القلوي (بقدر) حتى يحافظ على رحلة الحيوان المنوي ليصل آمنا للقرار المكين. (للرحم).
...
(يا ربِّ ولدًا)
عندما وهبت امرأة عمران ما في بطنها لخدمة بيت الله كانت تأمل أن يكون
ولداً. لأن خدمة البيت تحتاج للولد. واعتذرت لله في قولها (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى) ٣٦ آل عمران".
ومعلوم أن الخالق يعلم ما وضعت، ولكنه التحسر على ما فاتها من تحقيق
أملها في الولد. أما قوله تعالى: (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ) (٣٧ آل عمران) فمن كلام الله ومعناها التعظيم، فهو - سبحانه - أعلم بأي أنثى وضعت، فهي أنثى - عند الله - ليست كأحد من نساء العالمين. لقد اصطفاها الله وطهَّرها واصطفاها على نساء العالمين.
. فهي طهر بين اصطفاءين. وما عرفنا هذا المقام لأي امرأة.
هذه مريم عندنا. لا يكاد بيتٌ من بيوت المسلمين يخلو من هذا الاسم الحبيب
تيمناً بها.
فهل في بيت أحد من أتباع السيد المسيح اسم فاطمة. أو عائشة؟؟!!!
واسم السيد المسيح عندنا كذلك. لقد نفعنا الله ببركة كل النبيين.
يقول العلامة الطاهر ابن عاشور " إنَّ اللَّهَ أَعْلَمُ مِنْهَا بِنَفَاسَةِ مَا وَضَعَتْ، وَأَنَّهَا خَيْرٌ مِنْ مُطْلَقِ الذَّكَرِ الَّذِي سَأَلَتْهُ، فَالْكَلَامُ إِعْلَامٌ لِأَهْلِ الْقُرْآنِ بِتَغْلِيطِهَا، وَتَعْلِيمٌ بِأَنَّ مَنْ فَوَّضَ أَمْرَهُ إِلَى اللَّهِ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَتَعَقَّبَ تَدْبِيرَهُ "
فالولد هبة الله.
والأنثى هبة الله.