سورة الْكَافِرُونَ مكية
وهي ست آيات
* * *
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (٢) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٣) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (٤) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٥) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦)* * *
(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) نزلت حين قال رهط من قريش: هلم يا محمد تعبد آلهتنا سنة، ونعبد إلهك سنة، ونشركك في أمرنا كله (لاَ أَعبدُ): في المستقبل، فإن (لا) على المضارع للاستقبال (مَا تَعبدُونَ): في الحال (وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ): في المستقبل (مَا أَعبدُ): في الحال وذكر (ما) هاهنا للمطابقة، أو لأن المراد، ما أعبد الباطل، ولا تعبدون الحق (وَلاَ أَنا عَابدٌ): في الحال، أو قط (مَا عَبَدتُّمْ وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ): في الحال، أو قط (مَا أَعبدُ) لم يقل ما عبدت لأنه لم يطابق المقام؛ لأنَّهُم ينكرون ما هو عليه بعد النبوة، ويعتقدونه ويعظمونه قبلها، وعن بعض العلماء: إن المراد من لا أعبد نفي الفعل، ومن لا أنا عابد نفي الوقوع والإمكان، فلا تكرار، وعن بعض هو تكرار وتأكيد على طريقة أبلغ، فإن الثاني جملة اسمية، وعن بعض: (ما) في الأخيرين مصدرية، أي: ولا أنا عابد، وتابع عبادتكم وطريقتكم، ولا أنتم مقتدون عبادتي وطريقتي، ولهذا قال: (لَكُمْ دِينُكُمْ): الكفر (وَلِيَ دِينِ): الإسلام، لا تتركونه، ولا أترك، وهذا خطاب لمن سبق في علم الله أنَّهم لا يؤمنون.
* * *