يعد إلى الأول ذكر. وإذا كان صفة جاز ذلك، لأن الصفة بمنزلة الجزء من الاسم الموصوف. ألا ترى أنهم قالوا «١»: لا رجل ظريف، وهذا زيد بن عمرو. فتنزّلت الصفة مع الموصوف بمنزلة اسم مضاف نحو امرئ القيس «٢» وقد جعل يونس صفة المندوب بمنزلة المندوب في استجازته إلحاق علامة الندبة بها، وقد تنزلت «٣» الصفة عندهم جميعا منزلة الجزء من الاسم، وذلك إذا كان الموصوف لا يعرف إلا بالصفة، فإذا كان كذلك لم يستغن بالاسم «٤» الموصوف دون صفته. ومن ثم جعله سيبويه بمنزلة بعض الاسم في قوله:
إذا كان يوم ذو كواكب أشنعا «٥» فجعل (أشنعا) حالا، ولم يجعله خبرا، لأن فيما تقدم من صفة الاسم ما يدل على الخبر، فيصير الخبر لا يفيد زيادة معنى. فهذا مما تنزّلت «٦» فيه الصفة منزلة جزء من الاسم عنده، كما ذكرنا.

(١) في (ط): قد قالوا.
(٢) سقطت «القيس» من (م).
(٣) في (ط): نزلت.
(٤) في (ط): لم يستغن الاسم الموصوف.
(٥) عجز بيت قاله عمرو بن شأس وصدره كما في الكتاب (١/ ٢٢):
بني أسد هل تعلمون بلاءنا ورواية سيبويه والأعلم:
إذا كان يوما ذا كواكب أشنعا أراد إذا كان اليوم يوما، وأضمر لعلم المخاطب، ومعناه إذا كان اليوم الذي يقع فيه القتال. قال سيبويه: «وسمعت بعض العرب يقول أشنعا، ويرفع ما قبله، كأنه قال: إذا وقع يوم ذو كواكب أشنعا.
(٦) في (ط): مما تنزل فيه.


الصفحة التالية
Icon